واقع القيادات التربوية اليوم لا شك أنه بحاجة ماسة للملمته وتدارك أخطائه، والخروج منه بأقل الخسائر التي نستطيع بها أن نسيّر العملية التعليمية نحو تحقيق الأهداف.
بعض القادة لا يزالون يفكرون بذات الطريقة القديمة التي أداروا بها النظام، نحو مخرجات طبيعية ليس فيها من التطوير والإبداع والتميُّز, ويحملون أفكارهم القديمة التي ما زالت تراوح بهم في محيطهم, حتى في النظر إلى تعاملهم مع الأخطاء التي قد تقع من فريق العمل, تجد التضخيم والتهويل وإصدار القرارات والممارسات الإدارية المبالغة فيها, دون النظر إلى الجوانب الإنسانية والالتفات إلى روح هذا الكائن الداخلية والعيش مع همومه والسعي لتحقيق رغباته, وهذه لا تتأتى إلا من قائد ذي بصيرة، يعلم أنّ النجاح وكسب الآخرين لا يأتي عبثًا، بل من منظومة متكاملة يجب فيها النظر إلى الجوانب الإنسانية، حتى يستطيع منها القائد القضاء على المشكلات من جذورها, وكسب روح هذا الكائن لا جسده.
نحن بحاجة لقيادة مرنة لا تقف على أخطاء الآخرين طويلاً, بل تتعدى ذلك إلى التواصل مع فريق العمل وتحسين العلاقات الإنسانية معهم، والمحافظة عليها من الأحداث التي قد تهزها مع مرور الزمن, وبخاصة في مدارسنا ومع معلمينا بالذات.
الشخصية في القائد ليست كل شيء -وإن كانت أهم ركائزه- لكننا نحتاج اليوم في مدارسنا إلى قادة ملهمين, ينظرون إلى المألوف بطريقة غير اعتيادية, نستطيع من خلالها إلهام الآخرين على التفكير والتغيير, حتى يتألقوا مبدعين طلابًا ومعلمين.