سعد الدوسري
حين حطت طائرتنا على أرض مطار «شارل ديغول» بباريس، شهر ديسمبر الماضي، حوالي الساعة السابعة صباحاً، شعرنا، أم هتان وأنا، بأن الطريق للفندق لن يكون مزدحماً، كوننا في موسم غير سياحي، وكون الوقت مبكراً جداً للسياحة!!
بعد مراسم استقبال تتناسب مع هذا الوقت، أخذنا المرافقُ الجزائري المشع بالحيوية والترحاب، إلى حيث تنتظرنا السيارة «الكشخة» لمنظمة اليونسكو، قبل أن يغادرها (المقصود المنظمة وليست السيارة) صاحب الدعوة، الصديق الجنتلمان الدكتور زياد الدريس. هناك، كانت المفاجأة، إِذْ لم يكن بالإمكان أن نصل للسيارة، بسبب الانتشار الأمني المفاجئ. لقد انتشرت قوة أمنية في المطار بسبب وجود حقيبة مشبوهة، وكان لا بد لقوة تفكيك المتفجرات أن تحضر. وبعد أن حضرت، انتظرنا، حتى فُككتْ الحقيبة. بعدها، سمحوا لنا أن نغادر المطار، مفككي العظام!
حين وصلت طائرتي، صباح الثلاثاء الماضي، إلى مطار «وين كاونتي» بمدينة ديترويت، بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعد إجراءات كنتُ متشنجاً أثناءها، خاصة مع وجود شبه مخدرات في حقيبتي؛ كرتونيْ تمر سكّري، و»باغتيْ» هيل هرري مطحون، أرسلتها أم هتان معي لابني هياف وزوجته أم رواف، ليستهلكوها طيلة شهر رمضان. بعد هذا الوصول المتشنج والاستقبال المرتبك، أبلغني ابني هياف، بأن هناك في المواقف، سيارة يُشتبه بأنها مفخخة، وأن علينا الانتظار، حتى يفرجها الله، وحتى يعرفوا مصير المتفجرات التي داخلها!
يا لمصير العالم الذي ارتبط بالمتفجرات!! في كل بقعة في الدنيا، لها حضور مرعب.