يوسف بن محمد العتيق
لم يكن تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مؤخرًا للأمير الراحل مشعل بن عبدالعزيز على اهتمامه الكبير بالإبل (عطايا الله) عند تشريفه -رعاه الله- لجائزة الملك عبدالعزيز للإبل إلا عرفانا بما قام به الأمير مشعل في خدمة هذا الموروث العريق وقبل ذلك في خدمة هذا الوطن منذ أيام الملك المؤسس -رحمه الله-.
كانت أولى محطاته هي التعلم والدراسة مدرسة الأمراء حيث كان الأمير مشعل بن عبدالعزيز أحد طلابها النجباء بشهادة أستاذي الفاضل أحمد الكاظمي الذي وصف مشهد اهتمام الأمير مشعل بالعلم والدراسة حيث توفيت ووالدة الأمير مشعل يوم الجمعة (5-4-1357هـ)، وفي يوم السبت التالي له قال الكاظمي: (كنا نظن أن الأمراء متعب ومشعل لا يأتون اليوم إلى المدرسة ولكنهم جاؤوا حسب العادة).
وبدأت أنشطة الأمير مشعل في خدمة الدين والمليك والوطن مبكرة وفي البداية كانت مهاما إنسانية حين عهد إليه والده الملك عبدالعزيز بالاهتمام بالأيتام وتوفير المقر المناسب لهم في الرياض، ثم أعقب ذلك أن أصبح نائبا لوزير الدفاع ليلي بعد ذلك منصب الوزير بعد وفاة الأمير منصور -رحمه الله-، ولم يتوقف عند هذا الحد في خدمة بلاده فقد عينه الملك سعود مستشارا له، ليعقب ذلك تعيينه أميراً على أقدس البقاع مكة المكرمة.
وبعد أن ترك العمل الحكومي لم يترك الأمير مشعل العمل في خدمة بلاده من جوانب أخرى كان على رأسها تأسيسه لجائزة الملك عبدالعزيز للإبل التي اكتسبت زخما كبيرا، ورفعت من قيمة هذه الرياضة العربية الأصيلة.
نهل الأمير من مشعل بن عبدالعزيز كثيرا من مدرسة والده الملك المؤسس طيب الله ثراه شأنه شأن إخوانه أبناء المؤسس الذين تعددت مواقعهم في الحياة وكلهم اختط لنفسه موقعها ومنهجا في خدمة هذا الوطن وتحقيق تطلعات ولاة الأمر.
ولا ينسى دارسو مسيرة الأمير مشعل بن عبدالعزيز -رحمه الله- الأثر الكبيرة لوالدته الأميرة شهيدة التي كانت من النساء الفاضلات، واختصر الحديث عنها بما قاله عنها علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله: «السيدة الفاضلة (شهيدة) سيدة جليلة القدر، ما ذكرتها إلا استمطرت الرحمات على قبرها، فبسببها (بعد الله)، نجوت من الانتقال إلى العالم الآخر بصورة رهيبة، إنها السيدة (شهيدة) زوجة الملك عبدالعزيز -رحمهما الله-، وأم أبنائه أصحاب السمو الملكي الأمراء منصور ومشعل ومتعب.
أترككم مع بعض الصور والوثائق ففيها إضافة لما ذكرت هنا: