عبد الله باخشوين
.. أزعم أنني أخيراً وجدت ((الرواية)) التي أريد كتابتها.. بعد أن أحبطت مسودات ثلاث روايات كتبتها هي على التوالي ((جبل الحبالى)) و((المسكون)).. ورواية أخرى لم أعد أذكر منها ولا حتى عنوانها.
فأما ((جبل الحبالى)) فقد تعمدت و((تبرعت)) بنفسي وقدمت نسخة منها للدكتور هاشم عبده هاشم.. وعندما طلبت منه البدء في نشرها في ((عكاظ)) قال يجب أن تأتى بما يثبت إجازتها من ((وزارة الإعلام)).. ولأني أعرف أن نشر أي عمل في الصحافة هو بمثابة إجازة له يأخذها ((رقيب)) وزارة الإعلام بعين الاعتبار.. فقد عرفت بيني وبين نفسي أن هاشم لا يريد أن يتحمل مسؤولية نشرها أو - حلقات منها.. في صحيفة يرأس تحريرها.. لكني كنت قد نشرت معظم قصص مجموعتي الأولى ((الحفلة)) في مجلة ((كل العرب)) التي تصدر في لندن ويرأس تحريرها الأستاذ ياسر هواري الذي لم يعرف عنه عداءة للمملكة في أي يوم من الأيام.. وعندما أجاز طباعتها داخل المملكة زميلي القاص والفنان المبدع محمد علوان.. تم ذلك خلال أقل من نصف ساعة تم خلالها قراءة وإجازة قصة ((يقظة مبكرة)) التي لم تكن قد نشرت بعد أما بقية القصص فقد قدمت ((صور)) عن نسختها المنشورة في كل العرب.. وتم ختمها والسماح بنشرها اعتمادا على ختم وإجازة الرقيب الذي سمح بدخولها للمملكة في المطبوعة التي نشرت فيها.. واعتبر علوان بخبرته أن تلك الإجازة نهائية.
أما ((المسكون)) فصورت على نطاق محدود ذكرني به الصديق عبدالله نعمان الحاج.. بعدما ذكره الصديق عثمان صيني.. لأن عثمان ذهب إلى العمل الآخر وبقى في خرابة ((أبوعواض)) ولم يخرج منها.
وحدها رواية ((سلطان سلطانة)) نجت من التداخلات ولم تنجوا من صديقتي الأثيرة الفنانة المبدعة ليلى الأحيدب.. التي أسرعت في نشرها وكتبت كلمة صفحتها الأخيرة بطلب مني.. وتم ذلك عن طريق نادي الرياض الثقافي - مشكوراً - وطبع منها نسخة ((برايل)) للعميان.
سلطان سلطانة كتبت مع رواية ((مراهقة الكبار)) في أستراليا في حضرة ((فاروق)) صديقي وابني.. وكان يتحمل مني أن يعود من مدرسته أو عمله ((لأنه يعمل هناك)) ليستمع إلي وأنا اقرأ له الفصل الجديد الذي أكون كتبته.
غير أنني أزعم أن لدي رواية جديدة.. خارج إطار تجربة كتابة رواية ((مراهقة الكبار)) التي طغت فيها العامية.. وقال عنها ابني محمد : (( مثل هذه الرواية التي لم تجد ناشراً عربياً.. هي التي تصلح للترجمة.. لأن ((الخواجات)) الذين يريدون أن يدرسوا واقع وحقيقة مجتمعنا.. سوف يجدون فيها ما يختصر الطريق ويجعلهم يعرفون عنا أكثر مما يريدون أن يعرفوا.
الرواية الجديدة.. هي ((قصة حب)) أريد كتابتها عن ((أيامنا)) رغم أن ابني حكم الذي تخرج من استراليا وعاد منها قبل عدة أشهر.. قال بعد أن حكيت له تفاصيل الرواية:
- يا بويا الله يهديك.. انته أشتبغى تقول.. تعال شوفنا وبعدين أكتب.. البنت اليوم تشوفك من ((قصة شعرك)) وبعدين من ((ماركة)) الملابس اللي تلبسها.. وتشيلك من تحت لفوق بامتعاض لما تشوف السيارة اللي تركبها.
- يا بويا.. قيمتك ما صارت فيك.. مصيبة.. قيمتك في الديكور وبس.
صار عندنا مفاهيم مادية جديدة وغريبة خربت عقول الناس ودمرت حياتهم.