عبدالحفيظ الشمري
تسعى «هيئة الطيران المدني» هذه الأيام إلى تدشين مرحلة عمل جديدة من أجل تطوير أداء المطارات، وتحسين قدراتها الاستيعابية، وحل الكثير من المشكلات الفنية، لتكون هذه الخطوة ورشة عمل كبيرة تضيف لمسات مهمة لكل ما له علاقة بالخدمات الجوية في بلادنا، من أجل أن تستوعب حالة التطور في متطلبات السياحة والسفر، وازدياد الإقبال على المطارات، وتعدد وجهات السفر داخلياً ودولياً.
فالتطور النوعي في أداء المطارات واستيعابها يجدر به أن يكون حالة جذرية لبناء منشأة عصرية تسهل أمر السفر، وتحقق الفائدة المرجوة منها، فتجعله آمناً ومريحاً، يستفيد منه الجميع، ليعود بالنفع على الجهات التي تخدم هذه القطاعات الحيوية والعصرية، لأنها باتت ضرورة ملحة في مجالات بناء الاقتصاد والتطوير النوعي لسبل ووسائل التواصل بيننا وبين العالم من حولنا.
ولا بد أن تعتمد هذه الآليات التطويرية على محاور ثلاثة: هي إنشاء المطارات الجديدة، وتطوير ما هو قائم، وتوسيع النشاط في كل ما هو مكتمل المرافق، من أجل أن تكون هذه المعالم رهاناً اقتصادياً وحضارياً، تتنافس فيه الكثير من شركات الطيران، وتُنْهِضَ منظومات العمل الميداني، وتتسق في بنائها مع مراحل وخطط التنمية الأخرى، لدخول بلادنا حيزاً جديداً ومهماً في البناء والعمل، وفق آليات عصرية تحقق الأهداف المرجوة.
ومن أجمل أخبار تنمية مشاريع الطيران والمطارات في بلادنا ما تم اعتماده هذه الأيام من قبل الدولة لإنشاء «مطار جزر فرسان السياحي»، فهي إلى كونها خطوة مهمة لخدمة الأهالي فإنها نقلة نوعية في مجال تنمية هذه الجزر التي تعد مقصداً سياحياً واعداً، ويحتاج إلى مثل هذه الخطوات الحيوية والمهمة.. فأهل فرسان وجازان حري بهم أن يسهموا في إنجاح هذه التجربة الرائدة والتي تعد خطوة حضارية، إذا تم دعمها ببنية تحتية، وببيئة ضرورية، وخطط استثمارية لتفيد وتستفيد..
أمر آخر يتمثل أيضاً في أن المطارات باتت هي الهدف للتطوير والعمل فإن اعتماد «مطار منطقة حائل» ليكون مطاراً دولياً هو فرصة حيوية أخرى لبناء منظومات عمل سياحي يرتبط بالسفر. أضف إلى ذلك أهمية أن تتطور هذه المدن وتتسع لتستوعب مفهوم السياحة من خلال بيئتها المحلية لبناء تواصل حضاري متقن؛ يعتمد فيه على قدرات وإمكانات المدن والمناطق في ما ستقدمه للمشاريع السياحية على نحو البيئة التراثية في جازان ونجران والأحساء، وبيئة المياه وعالم البحار والشواطئ الجميلة في الساحل الغربي بأكمله..
أضف إلى ذلك أهمية سياحة البيئة الصحراوية في مناطق شمال الوطن، وضرورة التطوير النوعي والهادف لكل المرافق والمنشآت التي ستخدمها هذه المطارات، على نحو المحطات السياحية، والطرق البرية الزراعية، لتكتمل شبكة الخدمات، وبناء منظومات عمل جديدة تحقق أهداف العمل السياحي في بلادنا؛ وهذا ما نرجوه، ويتطلع إليه الجميع.