د. ناهد باشطح
فاصلة:
«أحياناًً يكون من الضروري أن نتلافى المغالاة في التفكير بالمخاطر والإقدام على فعل الصواب وحسب».
-سايمون دافي-
لا شيء يدعوني للتفاؤل قدر متابعتي لحيوية شبابنا ونشاطهم المجتمعي وتفاؤلهم بالمستقبل بعيداً عن الروح المستجيبة لتحديات الحياة بتصورها لعائق دون التحرك إلى مساحات رحبة.
وأفضل ما قدم الإعلام الاجتماعي للشباب أن فتح لهم مجالاً للتحرك بحرية للمشاركة في تنمية مجتمعاتهم دون قيود العمل المؤسساتي البيرقراطي.
من أجمل المبادرات التي اكتشفتها أخيراً في موقع «تويتر» مبادرة «قيمك»، وهي «مبادرة تطوعية تسعى لتعزيز القيم الأخلاقية وأعطائها صوتاً مسموعاً في المجتمع عبر برامج هادفة تحاكي الواقع».
لطالما تحدثنا ككتَّاب عن أهمية القيم، ولطالما قلنا إن تغيير أي سلوك لا يمكن إلا عن طريق تغيير الأفكار والقناعات وأن القيم هي مؤثر قوي في تشكيل السلوك، وهي التي توجهنا نحو رغباتنا واتجاهاتنا ونتعلمها من المجتمع.
الإشكالية أن البعض لا يعرف قيمه لأنه لا يناقش حتى أفكاره، يرثها لأنها سائدة ويقتنع أنها صحيحة لمجرد استمراريتها، ربما لو فكر قليلاً في قيمه لتغيرت حياته إلى الأفضل.
بعضهم يخبرك بقواعد يتبعها في حياته ناتجة عن فكرة معينة ولو سألته عن جدواها لما عرف، فقط هو اعتادها ولذلك هو مقتنع بها. أعجبني مقال في موقع «الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي» يبين أهمية القيم وتحديدها وتوافقها مع مواهبنا للنجاح في الحياة.
إذا وافقت قيمك موهبة لك أبدعت أكثر، لا يمكن أن تكون قيمك جمالية مثلاً وتعمل مع الآلات الصامتة في مصنع، أو تكون قيمك اقتصادية وتعمل في مجال إبداعي حرفي كالمسرح، لذلك أولئك الذين لا يحبون تخصصهم الذي يدرسونه في الجامعات أو عملهم الذي يعملونه كل يوم فذلك لأنه لا يتوافق مع قيمهم.
القيم هي مفتاح كل شيء نفعله، ولا تظهر لنا بشكل واضح إلا في حال احتجنا لصناعة القرار.
أنا متفائلة أن تركز مبادرة «قيمك» على القيم الإنسانية كالحب والعدالة والسلام وغيرها من قيم نادت بها جميع الأديان السماوية. إن التوافق مع القيم يبعث فيك الطمأنينة ويجعلك أقرب فهماً لذاتك.