سامى اليوسف
أنظر بعين الاحترام لكل جماهير الأندية، ولكن أحترم (أكثر) مدرج الهلال. هذا المدرج ينفرد بشخصية مميزة عن غيره من المدرجات الأخرى، ولا يشبهه أحد.
كل المدرجات الأخرى لها سقف، لا يقدر أن يرتفع مشجعها فوقه، إلا مدرج الهلال؛ فسقفه السماء، طموح متنامٍ لا حدود له.. لكن هذا الطموح يرتسم في إطار لا مساس به، عنوانه «الهلال أولاً».
تعاملت مع عدة نوعيات مختلفة من جماهير الأندية.. قسم يضع هدفه كره الهلال والتخريب عليه أولاً، ثم مصلحة ناديه. وفي هذا السياق وهذا الهدف ليس لديه أدنى مشكلة في أن يلعب دور «المشجع المسيار»؛ فتراه يتنطط من مدرج لآخر كالمهرج للإساءة للهلال، أو الوقوف ضده.
وقسم ثانٍ يأتمر برمزه، يردد وكأنه مبرمج «الرمز أمر»، لا يجرؤ على تجاوز هذا الحد الذي وُضع له كخط أحمر!
وثالث سلَّم عقله لشرفي «مهايطي»، يحركه عن بعد من خلال مشجعين، وظَّفهم في الإعلام؛ فأصبحوا يرونهم إعلاميين وهم أبعد ما يكونون عن هذه الصفة. ورابع ولاؤه لأسماء، يبقى إن بقوا، ويرحل إن رحلوا. وخامس لا وجود له في الواقع، مجرد «ظاهرة صوتية». وسادس وظيفته تحوَّلت إلى أن يكون «جمهور من لا جمهور له».
بينما مدرج الهلال يأسرك باستقلاليته، ثقافته، رقيه، وعشقه لناديه.. مصلحة ناديه هي الخط الأحمر، ومن هذا المنطلق يتحاورون فيما بينهم، ويتحركون، ويمضون في الطريق نفسه، وأي رئيس، أو إداري، أو لاعب، وحتى شرفي، يحيد عن هذا الخط، فإنهم يضعونه على رف النسيان، ويأتون بغيره، ولا يعجزون عن ذلك. وبالمناسبة، هذه القاعدة يتوارثونها جيلاً بعد جيل، وكأنها جين يحمل الصفة السائدة، ويطغى على جين الصفة المتنحية.
ومن هذا المدرج يتعلم إعلامه الجديد ثوابت وقيم عشق «الزعيم الملكي»، ويتعلم الصغير نهج الكبير.. هذا الجمهور هو وقود الإدارات المتعاقبة على الهلال، وسر نجومية وشهرة لاعبيه على مدى السنين، والضوء الجاذب للشرفيين ورؤوس الأموال، وعقود الرعاية والإعلان، وكلمة السر في البطولات.
هنيئًا للهلال بجمهوره الواعي، وهنيئًا للزعماء والملوك ببطولتهم الخامسة والخمسين.
فاصلة
الغائب عن ليلة التتويج الحاضر في قلوب الهلاليين على مختلف فئاتهم الأمير نواف بن سعد «وجه السعد» عراب البطولة يستحق من كل الهلاليين كلمة: شكرًا.. نظير ما قدم من عمل دؤوب وناجح، تكلل بألقاب وإنجازات قياسية.. احترم المشجع الهلالي، ودافع عن حقوقه؛ فقابله المشجع بكل الحب والتقدير.