التجميل: هو تزيين وتحسين من أجل الظهور بمظهر حسن لافت للانتباه لنيل استحسان وتقدير وإعجاب الآخرين. وهذا مطمع بحد ذاته، والرضا عن النفس أول الطرق والأساليب لتحقيق ذلك.
فلم تألُ البشرية بذكورها وإناثها جهداً للوصول لتلك الغاية عبر الأزمان المختلفة، وابتكروا في سبيل ذلك عدداً غير يسير من الأدوات والمعدات بأفكار وابتكارات شتى كان من آخرها انتشار عيادات التجميل لمناطق متعددة في الجسد البشري.
اجتهدوا ورمموا وغيّروا مقاسات ومواصفات وتراكيب خلقية وبالرغم من هذا لو أمعنا النظر سنلاحظ أن فيما ندر أن يُكتفى بعملية تجميل واحدة ترضي مجري العملية عن نفسه ففي الغالب تكون أول الطريق وليست آخره في مشوار البحث عن الجمال ولو بتقبل وتحمل مشارط أطباء تلك العيادات، فتنجح بعض التجارب في صنع ذلك التحسين الزائف، ويغدو البعض الآخر وبالاً على المتجمل وعواقبه وخيمة.
ومن باب الواقعية لا بد أن نعترف أنه قد أفلح البعض ممن أغدقوا من أموالهم وأوقاتهم لتتبع الجديد وخوض غمار التجربة والمغامرة ولو سقط منهم ضحايا لفشل بعض العمليات بتشويه أو حتى موت ولأن من الطبيعي أن لكل حرب ضحايا فجبهة محاربة ضعف الثقة في النفس وهوس البحث عن كمال الصورة قد شهدت ساحتها ضحايا أيضاً.
يهدفون لرضا النفس والناس، والأصالة تفرض نفسها فحكماء الأمس قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فتركوا البحث عن رضا الناس وكانت البساطة هي زينتهم الأعمق، ونقاء الروح هو الرسم الفريد والباقي بعد رفاتهم.
.. الجمال الطبيعي لدماثة الخُلق، والسحر الحقيقي والتغيير اللافت والمقنع واستحضروا من الأمثلة قدر ما تشاؤون بين الماضي والحاضر ستجدون أن أنجح نتائج عمليات التجميل التجميل الخُلقي لا الخَلقي بتجميل «الأخلاق».