من منا لا يريد أن يكون متصالحًا مع ذاته؟
من منا لا يريد أن يفهم ذاته ويكسبها ليكون قادرًا على التعايش معها في أسوأ الظروف؟
من منا لم يخسر في علاقة ما؟ ولكن الاختلاف هنا في طريقة التعامل معها فهناك من يجحفها حقها ويسيء التعامل معها وهناك على النقيض من ذلك فهو يحسن التعامل معها ويدرك أن وراء كل خسارة نجاح وخلف كل محنة منحة.
عندما تخسر علاقتك مع شخص ما لا تجعل هذا هو نهاية المطاف وانتهاء عالم العلاقات وتحمل نفسك فوق طاقتها، بل اجعل من تلك الخسارة تجربة تعيشها بكل تفاصيلها لتصنع علاقة أخرى ناجحة بإذن الله، فكل خسارة في العلاقات قد تكون هبة من الله لك، فربنا تبارك وتعالى يهبنا أشخاصاً نعيش معهم فترة من الزمن ويعوضنا بآخرين لأن السابقين منهم لم يعودوا ليتناسبوا مع مرحلتك الحياتية الجديدة وبعضهم الآخر وهم قلة قد جعلهم الله لك عضدًا وسندًا تتكئ عليه ليعينك بعد الله على تقبل صراعات الحياة وتجاوزها.
قانون التشافي هو أن تكون قادرًا على اجتياز أزماتك في العلاقات مع الآخرين لتستطيع التعايش مع ذاتك باطمئنان، سلاماً وأمانًا داخليًا.
قانون التشافي هو أن تكون قادرًا على الاستمتاع بتفاصيل حياتك حتى لو كنت وحيدًا لأنك قوي بها مع رب العالمين.
قانون التشافي هو أن لا تحزن ولا تقلق ولا تخاف فوق المعتاد لأن الله معك ويكفيك عن جميع خلقه.
قانون التشافي لا يكون إلا إذا أحسنت علاقتك مع ربك وكنت قريبًا منه كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما فقد زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبا طالب وفقد غيرهم كثر ولكنه كان قويًا في علاقته مع ربه على أنه مبشر بالجنة فكان الله معه في محنته ليتشافى وينعمه الله بالعديد من العلاقات التي كانت معه في كل محنة يمر بها وكانوا يفتدونه بكل ما يملكون من أموالهم وأولادهم وأنفسهم.