استراحات الطرق في المملكة عالم كجهول وبيئة خطرة لمرتاديها طرق شاسعة وزوار المملكة من دول الجوار باطراد ورحلات الحج والعمرة والنشاط الاقتصادي والزراعي كل ذلك يجعل من استراحات الطرق استثماراً أمثل وتقديم الخدمات والسلعة بصورة تلائم الوضع الاقتصادي في المملكة خاصة وأن (90 %) من رحلات السفر الداخلية في المملكة تتم عبر الطرق البرية ولكن ما الذي يشاهده الزائر في الاستراحات:
- غرف سكن كئيبة تنعدم فيها وسائل النظافة والتعقيم واشتراطات النزل الصحي.
- دورات المياه كارثة في كافة المرافق في المجتمع المحلي وهي الأسوء في هذه الاماكن بالنفايات البشرية والروائح المزعجة والحشرات ولا توجد بها أدوات النظافة ودون معايير للأدوات الصحية وترشيد استهلاك المياه إضافة إلى العبارات النابية التي تكسو جدرانها.
- لا يوجد أثر للغطاء النباتي والأحزمة الخضراء حول هذه الاستراحات بالرغم من وجود هدر للمياه المستخدمة والمياه الرمادية التي يمكن أن يعاد استخدامها بمعالجات بسيطة لهذا الغرض.
- المساجد في هذه الأماكن تعاني أيضاً من قلة النظافة والصيانة وانتشار الأتربة وسوء دورات المياه فيها والفرش المتهالك وهي بصف عامة بيئة لا تناسب مكانة المسجد في حياة المسلمين.
نسمع في بعض الأحيان عن وجود لجان من بعض الأجهزة العامة التي تشكلت لتطوير بيئة هذه الاستراحات التي أضحت متهالكة في كافة الخدمات والسلع التي تقدمها، كما أنه قد تم إعطاء مهلة لأصحاب المحطات والاستراحات ومراكز الخدمة على الطرق الأقليمية لتصحيح أوضاعها إلا أن الأوضاع أسوأ مما كانت عليه في السابق وكأن هذه المناطق تعمل دون رقابه فعالة.
ونحن نتسأل لماذا أوضاعنا في بعض الأنشطة تصل إلى مرحلة متهالكة متردية وكأننا في مجتمع يفتقد إلى الأنظمة واللوائح وتشعر أن الجميع يعمل بعشوائية إلا من خلال ضوابط روتينية عند إنشاء هذه الأماكن كاستخراج السجل التجاري وطفاية الحريق وموقع المسجد ولكن كيف يتم إدارة المرفق وما هي آلية صيانته واستمرار العمل فيه وفق أسلوب حضاري يسهم في خدمة مرتادي هذه المرافق مقابل ما يحصلون عليه من أموال للأسف الشديد فهي رؤية غير واضحة والدليل على ذلك إعطاء المهلة للتصحيح وتشكيل اللجان وكأننا نعمل وفق المنهج الأزلي القديم منهج التجربة لمعرفة الصح أو الخطأ وكأننا نعيد اختراع العجلة.. هذه الأماكن تمثل واجهة بلد تعكس واقع التنظيمات وحفظ حقوق المستهلك وتعزيز مفاهيم الصحة العامة وتلبي احتياجات مرتادي الطرق المسافرين لوقت الصلاة والتزود بالاحتياجات أو عند الحاجه لأخذ قسط من الراحة بعد عناء السفر الطويل.
ما الذي نحتاجه لهذه المرافق هو أن تفهم الجهات ذات العلاقة واقع ما يحدث فيها من أنشطة وكيف لنا أن نجعل من هذه الأماكن خدمة تتفق مع رغبات المستهلك وتتفق مع اشتراطات الصحة والسلامة وحماية البيئة وترشيد الموارد وهي مفاهيم غائبة عن الأجهزة المرخصة لهذه المنشآت الأمر الذي يجب التركيز فيه على الضوابط التالية لمعالجة الظواهر السلبية في هذه الأماكن:
- التأكيد على أهمية تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة لهذه المشاريع بدءاً من إدارة الموارد وترشيد استخدام المياه والاهتمام بالغطاء النباتي وتدوير استعمال المياه الرمادية واستخدام الطاقة الشمسية وتطبيق برامج صيانة دورية منتظمة للحفاظ على استدامة هذه المرافق.
- تدريب كافة العاملين في هذه المرافق على الإدارة الفعالة لأماكن الاستراحات والاهتمام بإدارة النفايات والنظافة والتعقيم واشتراطات السلامة والإخلاء والحفظ التخزين.
- إلزام كافة مؤسسات القطاع الخاص التي تقدم السلع والخدمات ذات الفروع المتعددة كمحلات الوجبات السريعة بحيث لا يتم منح تراخيص جديدة لهذه المحلات إلا وأن يكون لها فروع في بعض مواقع الاستراحات في الطرق بين المناطق والمحافظات لتكون ضمن إستراتيجيات تطوير هذه المواقع وتحقيق الجذب لمرتاديها لارتفاع مستوى النظافة والجذب لهذه المنتجات.