يتابع القطاع الصناعي بترقب واهتمام الآثار المتوقعة على رفع أسعار الطاقة واللقيم، واحتمالات تعرضه لخسائر وتحديات، تُفقد الصناعة الوطنية إحدى أهم ركائزها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية؛ باعتبار أن أسعار الطاقة تُعد من الركائز التنافسية للصناعات التحويلية بالمملكة، وحاليًا هي في مستوى 18 هللة للكيلو وات/ ساعة، بينما يتوقع رفعها إلى 25 هللة للكيلو وات؛ وبذلك هي ترتفع عن المتوسط العالمي للأسعار؛ فعلى سبيل المثال تبلغ في تركيا والإمارات 20 هللة؛ وهذا سيعني إضعاف تنافسية الصناعة المحلية، وسيشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الصناعة الوطنية في المرحلة الراهنة.
كما أن تأثير أسعار اللقيم وتكلفة المواد الخام نسبة إلى تكلفة التشغيل الإجمالية متفاوتة كثيرًا بين القطاعات الصناعية؛ إذ تتراوح نسبة عناصر المواد الخام من عناصر التكلفة من 19 % إلى 82 %؛ ما يعني أن التأثر برفع أسعار اللقيم والمواد الخام الأساسية على الصناعة سيكون متفاوتًا؛ ما سيُحدث خللاً هيكليًّا في سلسلة القيمة المضافة للاقتصاد الكلي بداية من الصناعات الأساسية، وانتهاء بالصناعات التحويلية الموجهة للمستهلك النهائي.
ولهذا فقد يكون من الأفضل أن لا يكون رفع أسعار الطاقة واللقيم محددًا بسعر ثابت على جميع الصناعات، بل يُدرس كل قطاع صناعي على حدة حسب مجمل التكلفة التشغيلية، وحسب القيمة المضافة لهذه الصناعات وتنافسياتها إقليميًّا وعالميًّا. والقطاع الصناعي يأمل من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بأن تأخذ في الاعتبار الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي سيترتب على إجراء رفع أسعار الطاقة واللقيم والمياه على القطاع الصناعي، ومخاوف خروج العديد من الصناعات من السوق، ورؤية المملكة لهذا القطاع خلال العقود السابقة ظلت - وما زالت - تعتبر الصناعة ذات أهمية استراتيجية؛ ينبغي دعمها وتحفيزها للحفاظ على مستويات تنافسيتها، ولتنويع مصادر الدخل للاقتصاد السعودي. كما أنه من المأمول أن يؤخذ رأي القطاع الخاص بشأن قضية دراسة أسعار اللقيم ودعم الطاقة قبل صدور أي قرار في هذا الشأن حرصًا على ضمان استمرارية القطاع الصناعي، ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. ولعل من الأهمية أيضًا تفعيل سياسات دعم الصناعة خلال هذه المرحلة الانتقالية الحرجة التي نمر بها من حيث الانكماش الاقتصادي وفقًا لما ورد في برنامج تحقيق التوازن المالي.
م. أسامة الزامل - عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الرياض