هاني سالم مسهور
في لقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع مع داوود الشريان تطرق إلى زاوية لم يتناولها الإعلام وحتى المحللون سياسيون أو عسكريون بالقدر اللازم، فلقد جاء في سياق إجابة سمو الأمير محمد بن سلمان مقارنة بين ما أنجزه التحالف العربي في اليمن وما أنجزه التحالف الدولي في العراق وسوريا، فكلا الوجهين متطابقان تماماً، تنظيم القاعدة في اليمن استولى على مقر المنطقة العسكرية الثانية في المُكلا بكامل ما فيها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كذلك استولت «داعش» على الموصل بدون مقاومة تذكر وحصلت على السلاح الثقيل والمتوسط، حالتان متشابهتان تماماً ولكن ماذا بعد؟.
أطلقت القوى الدولية حملة عسكرية عبر التحالف الدولي منذ 2014م وذلك لتحرير مناطق واسعة من العراق وسوريا استولى عليها «داعش» انطلاقاً من الموصل.. والموصل مدينة لا يتجاوز عدد سكانها 700 ألف نسمة، وتعمل عدة قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في عملية عسكرية لهزيمة التنظيم الإرهابي والنتيجة مئات الآلاف من النازحين والمشردين ومئات القتلى المدنيين، وفيما تواصل العملية العسكرية فإن النتائج جداً ضئيل.
المكلا عدد سكانها 650 ألف نسمة تقريباً استولى تنظيم القاعدة الإرهابي على المدينة بعد انطلاق عاصفة الحزم بأسبوع واحد بدون طلقة واحدة، فلقد سلم المحافظ السابق لحضرموت (الإخواني) عادل باحميد المدينة للإرهابيين وهرب، وعندما خضعت المدينة كان على التحالف العربي أن يخوض عملية تحرير المكلا بدون تكلفة بشرية في أرواح المدنيين، فبدأ العملية من تكوين جيش النخبة الحضرمي وهو فرقة عسكرية تنتمي بكل عناصرها من الحضارم، وبدأ التدريب العسكري لهذه القوة بإشراف من التحالف العربي.
كان التحدي ليس على نطاق حماية المدنيين بل من وجود مخزون نفطي هائل في ميناء الضبّه، وكانت أنباء تشير إلى أن تنظيم القاعدة قام بزراعة ألغام في داخل الميناء، وأن التنظيم الإرهابي عمل على تفخيخ كل الطرق المؤدية إلى الميناء، فشكل هذا تهديداً يضاف إلى سيطرة القاعدة على مقرات الجيش والأمن داخل المدينة.
في 24 أبريل 2016م انطلقت عملية تحرير المكلا بمشاركة فرق عسكرية خاصة من السعودية والإمارات في مكافحة الإرهاب، ودخلت قوات النخبة الحضرمية إلى المدينة من ثلاثة محاور لتترك لعناصر التنظيم فرصة الخروج من المدينة على أن يتم التعامل مع الفارين قبل أن يصلوا إلى وادي حضرموت.. وتم بالفعل السيطرة خلال ساعات على كامل ساحل حضرموت بدون أن يتم الإضرار بحياة المدنيين والمرافق النفطية.
منطق المقارنة الذي وضعه الأمير محمد بن سلمان يستحق تناوله من هذه الزاوية وكيف نجحت السعودية والإمارات في تحرير حضرموت وأخفق التحالف الدولي في العراق وسوريا؟.. هذه واحدة من أهم ما حققه التحالف العربي في اليمن، بل إن ما تحقق في حضرموت وبعد سنة من تحريرها يعتبر نموذجاً يجب أن يتم توسيعه في كل المحافظات المحررة فمن خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية أصبحت مدن الساحل الحضرمي تعيش استقراراً أمنياً انعكس إيجاباً على التعليم والصحة والخدمات المختلفة.