زمن موبوء يابدر
تنسرب الأيام الظمأى
بين يديك حميا يأس
نزقا ليليا دهرا يتعثر
في حنجرة الأرض
تتطاول كالجبل الغافل
عن خسف الريح
تؤنسك الوحشة
تنهض تضحك
تلتف بأسمال الأمل
المطرق تحت بروق
الشعروأنفاس
الفرح المغلول
تتلعثم حول خطاك
الفلوات وأسرار التعب
المنقوع بعصف الموت
وتهويم الوطن المفقود
وبوح القلق المتربص
بالشهوات
أتهادن أعناق النخل
المطفأ في جيكور ؟
وعذاب الأرق المسموم
حطام الدرب
مراوغة العمر
يباس الحسرة
في فمك المملوء
بغصة غيم يتشرد
في الطرق المذهولة
هبطت فوق أصابعك النهرية
أنياب شحوب وكهولة
ومخالب جوع شبقي
يساقط مثل شفيف
اللذة مثل الزفرات الحرى
تسكبها أكمام الصبح
ودمع القلب
هلع الشعر المتصبب
من أطناب الريح
يا فيض هزيع الجرح
نزف الحلم
بكاء النبع الخائف
حين تسلق قيظ الرئتين
يفتش ثوب الكلمات
ويضرم في الشعر حرائقه
وهديل حداء
ومرايا شوق وعذوبه
يتدلى خيطا من نور
ورفيف مقامات خضرا
وقوافل عطر وصبايا
ساقاك حقائب متعبة
وغناء من ألق وبياض
وغواية ضجر أزلي
تشعله غربان اللعنة
والسأم الأسود في
عرس الموت
حطاب القرية يابدر
يقرأ أشعارك للشمس
لشناشل بنت الجلبي
لغروب فوق الهضبات
لخريف فوق الأسوار
لبشائر صبح وبهاء
لأصابع عشب وغدير
لمسارج ليل ملتاع
لقوارب جوع وبحار
لسقوف أنهكها الطين
يابدر غناؤك أنات
تخضر بأودية النار
وتلوب كطيف الأرواح
وحكايا صبر الفلاح
ياسيد هذا الوقت
تتبرعم فيك الآلام
وفحيح الجسد المنهار
هرمت ساقاك وطار بها
عكاز من دود القبر
وأنين مكتوم ثاو
تمتمة من ماء الفجر
ودعاء في جوف الليل
«لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبد الألم
لك الحمد إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعض الكرم»
- شعر/ أحمد عسيري