«كن مرةً أسطورةً
كن مرةً سرابا..
وكن سؤالاً في فمي
لا يعرف الجوابا»
* نزار قباني.
هُناك.. في قاع قلبي بين ألف جيفةٍ وأخرى، بين آلاف الراحلين تقع أنت ..
في سرداب قلبي، في برطمانات أسراري،
على أكتاف رفوفي وعلى مناضد اللقاء الأول ..
تُولد أنت وتتكاثر كَرائحة باريسية نفاثة تعبّق غرفتي المكسوة بك وهناك على أرجوحة جهاز «الكمبيوتر» الذائب كَصلصالٍ جاهزٍ للتكوين؛
تكونت أنت، وُجدْت أنت، حضرت أنت .
في آخر نقطةٍ في قلبي لا أجد إلا أنت ..
في سردابي!
بدأت قليلاً بِسحبك للخارج كَمن يسحب روحه ..
كَمن يخنق رئتاه؛ سحبتك وأنت جيفة تتعفن بداخلي ..
تقتل الزهور التي زرعتها في صدري ورائحة حُبك تفوح بك؛ تجعلني هزيلة شيئًا فشيئا ..
كان واجب علي و حقٌ لِنفسي أن أخرج الميت من الحي، أن أخلعك مني، أن أتنفس دون أن أشعر بِثقلك بداخلي و كان حقٌ لك احترام موتك و غسلك و دفنك و الرحيل عن قبرك مسافااااتٍ طوال . لأول مرة أبدأ بِعمل مراسم عزاء .. أحضرت ورد التوليب و مسك و ماءٌ بارد كالثلج .. هذا كل ما يلزمني خرجت بِبجامة قطنية لا تحمل من الأسى شيئًا جمعتك في نهاية قميصي ولملمتك حتى لا تسقط ليس حرصًا عليك بل خوفًا أن تقع بيد إحداهن فَتكون ملعونةٌ بك كَحالي ..
حفرت قبرك بيدي وكانت أظافري المدللة التي أصبحت تلك الليلة سوداء أكبر شاهد، جدلت التوليب بدموعي و عزائي ودعائي وتقبيلي وتناقضي ونياحي ووعيدي وجبروتي وخوفي ودفنتها ودفنتك ودفنتني..
عدت كَعودة التائهين، المنتصرين والخائبين، الشُجعان والخائفين ..
عدت مبللة بترابك وسرقت وردة توليب واحدة وضعتها تحت وسادتي دفنت جزئك الأخير بالقرب من عقلي، صببت على قلبي المسك والماء البارد غسلت حبك ..
تطهرت منك .. قتلتك .. ودفنتك !
- مُنى عبدالله ..
@isubat