نادية السالمي
عليك غسل فكرك سبع مرات بالماء، والثامنة بالتراب أملًا في إماطة ما تنجّستَ به خلال مشاركتك في حفلة البذاءة تجاه الوزير الذي مازال على رأس عمله في قمة الهرم التعليمي الدكتور «أحمد العيسى «، ليس لأنك تستظرف على من يؤدي ما أنيط به من عمل وفق خطة مجدولة ومحسوبة عليه قبل أن يعرف الوزارة فحسب، بل لأنك عامدًا ترتّب للجهل فوضى أمدها بعيد، وتدعو إلى الركون إليها بتحطيم الرموز التعليمية في مرحلة نحتاج فيها شحذ الهمم للإقبال على العلم، وإجلال أهله ورواده، وبالتالي النهوض بحضارةٍ أبناء هذا البلد عمادها وثروتها، ولا بأس بالنقد المتقد بالأدب إن استطعت إليه سبيلا.
إما إن كنت ممن شارك في حملة البذاءة هذه تجاه الوزير المُقال بلا تحقيق، والآخر المُقال ويخضع للتحقيق فعليك أن تتفقّد المروءة في أخلاقك، وتحاول جبر كسرها، وأجزم أن مجرد الرغبة في المحاولة ستجبر ما فيك منها تهشم. عدا ذلك من وضع النقاط على الحروف وتسليط الضوء على الخطأ، فهذا مطلب إنساني ووطني.
شناعة الجرم لا تبرر للبذاءة
وتشرع المحاسبة:
يوم عيد أن ينتهي المسؤول الظالم ويكف عن شره بالإقالة وحدها أو في معية التحقيق، فيتبادل الناس التهاني بهذا الخير القادم خصوصًا وهم من ذاق المر وعض على العذاب من تعالي الوزير وفوقيته، فيطمئنوا إلى جدوى القانون والمحاسبة في بلادنا، ويعلم كل من تسوّل له نفسه الإضرار بمصالح الشعب وسمعته _حتى الثقافية منها _ أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لن يتوانى في الوقوف مع شعبه ضد مسؤول تجنى في إهماله، أو ادعى ما ليس له من جهد.
فلماذا الشتم، وتعطيره بالتشفي الذي قد تلقى المروءة معه حتفها، فالناس كلهم خطاؤون، وتعمى بصائرهم عن الحقيقة أحياناً ويصعب عليهم الوقوف ضد أنفسهم _ إلا من رحم _، وطالما القانون يشرّع أبوابه للرقي في الخاصم فلنتجمّل بالمروءة، ونتجنّب اضطراب السلوك الأخلاقي والتربوي، ولنتعلم من ثقافة القانون أن رغبة الانتقام لا تأتي إلّا وهي مسعورة برغباتٍ شتّى.
تهنئة وتعقيب:
أبارك لمعالي الوزير عواد بن صالح العواد الثقة الملكية التي نالها، ويرجى منه أن يخدم الوطن من خلال وزارة الثقافة والإعلام، وهي وزارة مغرمها يُنسي مغنمها ويُذهل تعبها عن نعيمها ما عمل بجد وإخلاص. وحتى يتم له هذا على معاليه أن يتابع الشباب في مواقع التواصل ليعرف حجم التطلعات والآمال المعلقة عليه، ويتعرف على طموحاتهم ليقارنها بعزمه ورغبته في النهوض بالثقافة والإعلام، ولا ينسى من شاب وهو يخطب ود الثقافة _ عزمًا وجهدًا _ حتى دانت له، فله في هؤلاء جميعًا قدوة حسنة ما إن حرص عليها وعليهم.
العواد وزير أعوّل عليه كغيري من الناس، وأحمد الله واسأل الله كما سأله الوزير أن يوفقه لأداء المهمة بما يحقق تطلعات ولاة الأمر».