علي الخزيم
هم إخوة وأهل من الأشقاء بالدول العربية، وأخص تلك التي ابتُلِيت بأشقياء من أبنائها، جلبوا لها المتاعب والقتل والدمار الشامل خدمة لعدو بَيَّت النوايا الشريرة ضد كل ما هو عربي إسلامي، ولأهداف سياسية بتقية مذهبية، ينفذ أيديولوجيا حمقاء، تستمد عنجهيتها وأحقادها من ماضٍ ذهب بما أراد له الله سبحانه أن يكون عليه، فحوَّلوا بلادهم إلى خراب يباب؛ ما اضطر إخوانهم بالدين والدم والتراب إلى الهجرة، وترك أحب الديار، فكان أن وجد كثير منهم الحضن الحنون والقلوب الرحيمة هنا في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، بلاد نشأت وتوحَّدت وهي على العهد الذي تستمده من الشريعة الإسلامية السمحاء، ومن مبادئ وشيم وأصالة العروبة، وعادات الأجداد من عرب الجزيرة، فلم تتخلَّ يوماً عن ضعيف ومظلوم وملهوف وقانع ومُعْتَر إلا وقفت بجانبه احتواءً ونصرةً له بالحق وعلى الحق، وإغاثته بما يلزمه ليعيش بعز وكرامة سِيَّان إن كان ببلده أو بين أهله وأشقائه هنا بالمملكة، دون منَّة وابتزاز ومساومة على المبادئ، وبعيدًا عن الطائفية والمناطقية والعنصرية المقيتة.
وتشهد سجلات الهيئات والمنظمات والمنتديات العالمية كافة، وكل الجهات المتخصصة، بما للمملكة العربية السعودية من جهود طيبة ملموسة على جميع الأصعدة وبكل السبل الممكنة للقيام بما تُمليه عليه شيمها ومُثُلها العليا التي قامت عليها منذ تأسيسها وتوحيدها على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وذلك بتنظيم الحملات الإغاثية للمنكوبين والمحتاجين للإنقاذ والمساعدة في أنحاء المعمورة، والأرقام والإحصاءات متاحة لمن أراد التثبت أو إجراء دراسات ومقارنات بهذا الصدد، غير أن حكومة المملكة لا تعتمد مباشرة إعلان كل منشط أو برنامج إغاثي وعون إقليمي أو دولي؛ فالأهداف السامية فوق الاهتمامات الدعائية الإعلامية.
وحينما تحتوي ربوع المملكة ومدنها وقراها هذه الملايين من الأشقاء ممن اضطرتهم ظروفهم للإقامة عندنا ضيوفاً وأهلاً مكرَّمين فإنها تأمل في المقابل أن تجد منهم التعامل بالمثل من الاحترام والتقدير والعرفان لمبادئ الأخوة بشكلها الشامل ومضامينها المُعتبرة؛ فلا يمكن أن أجد القناعة من امتثال أخ وافد لهذه المبادئ من حسن التعامل وتبادل الاحترام والتقدير وأنا أشاهده يخالف أنظمة المرور، وإذا نبَّهته للخطأ لوى عِطفه وهو يتمتم بالشتيمة لي ولبلدي، أو من يغشك بمواد غذائية ولحوم فاسدة وأسعار مخادعة، ومثله من يستمتع بالحديقة العامة ويعمد إلى مخالفة الأنظمة المرعية بالشواء وإتلاف المرافق وممارسة تدخين الشيشة وأخواتها بين العوائل والمتنزهين بمختلف فئاتهم وأعمارهم؛ فإذا جاء من يرشده للصواب تهكَّم به وزاد من غيِّه، وكأنه صاحب المنة والفضل بقدومه لبلادنا، بينما الأصوب هو الاجتهاد لإظهار علامات التقدير لما يجده من إخوانه هنا. ويرى مواطنون أن من أسباب اقتراف المخالفات من (بعض) الوافدين هو شعورهم واطمئنانهم لمدى الكرم وحسن الضيافة من لدن القيادة الحكيمة والشعب السعودي الوفي، متناسين قول أبي ماضي:
(يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حب الأذية من طباع العقرب)