د. عبدالرحمن الشلاش
الوصف المختصر للقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الزميل داود الشريان أنه «لقاء وضع النقاط على الحروف». رغم أن اللقاء قصير جدا ربما حوالي ساعة إلا أنه جاء ثريا دسما مليئا بالمعلومات والردود الدقيقة والمستندة على الحقائق فمثلا عندما تحدث عن اليمن ذكر أن ما حرر من أراضيها يقارب 85% وبنسبة عالية جدا في مقابل النسب الضعيفة التي حققها التحالف المقابل لقتال داعش.
لقاء قصير في عرف اللقاءات الإعلامية إلا أنه أوفى بكل الوعود. كان سموه شفافا عندما أجاب على كل الأسئلة بنفس القدر من الاهتمام فلم يهمل سؤالا واحدا بل كانت السمة البارزة التفصيل في كل موضوع وبما جعل المشاهدين والمستمعين يشعرون بالارتياح التام فقد كانت الإجابات شافية لكل محب وصديق وملجمة لكل متربص وعدو مبين.
لقد كشف سموه وبحنكة وذكاء كل الأكاذيب والأراجيف, وعرا جميع الأعداء الذين دأبوا في محاولات يائسة فاشلة لتخريب علاقات المملكة مع دول التحالف العربي , وضرب العلاقات السعودية المصرية المميزة . تحدث عن الرؤية بعمق وعن الجهود التي بذلت لرفع أسعار النفط وعن دور صندوق الاستثمار كأساس في تنفيذ الرؤية, ودعمه الملموس لميزانية الدولة في عامي 2015 , 2017 والتوقع بالزيادة في 2017.
تحدث أيضا عن طرح أرامكو وما سيوفره من مبالغ ضخمة جدا لصندوق الاستثمارات, وعن جسر الملك سلمان وعوائده الاقتصادية وقرب تنفيذه, وعن حساب المواطن , وعن الإسكان , وتخصيص قطاع الصحة والتأمين الصحي للمواطنين , ودعم 100 شركة محلية لتكون قريبا في مصاف الشركات العالمية.
كان سموه شفافا وواضحا عندما تحدث عن الفساد والفاسدين ودون تردد قال لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد سواء كان وزيرا أو أميرا أو أيا كان من المحاسبة في إشارة بأنه لا فرق بين كبير وصغير وعلى الجميع أن يعوا هذا الأمر جيدا فلا مجال للتلاعب والتساهل في عهد الحزم.
اللقاء في مجمله كان من وجهة نظري مصدرا سيظل الإعلام الداخلي والخارجي ولفترة طويلة في حالة تحليل وتفسير لكل ما ورد في مضامينه من محتوى ثري. أيضا جاء اللقاء في وقته كي يجيب على كل التساؤلات التي تدور في أذهان الناس ويبث الاطمئنان حول مستقبل مشرق. كشف اللقاء عن شخصية الأمير واستيعابه الكبير لكل ما يدور وفهمه العميق لكل المستجدات والمتغيرات . الضيف مختلف لذلك كان اللقاء مختلفا بكل المقاييس.