«الجزيرة» - طارق العبودي:
لعب الهلال مساء الخميس كما لو لم يلعب من قبل.. أبدع.. أمتع.. تفنن.. وسجل خماسية تاريخية في شباك منافسه التقليدي لم تكن هي الأولى ولكنها هذه المرة لها نكهتها ومذاقها لدى عشاقه، لأنها جاءت لتؤكد أحقيته باللقب ولتكمل الأرقام القياسية التي سجلها نقاطا «66» وأهدافا «63» وأكثر مرات فوز «21» وأكثر فارق نقطي عن أقرب منافس «11 نقطه» وغيرها.
كان مساء الخميس مختلفا لدى عشاق الزعيم الذين زحفوا لدرة الملاعب مبكرا وبأعداد كبيرة غطت المساحة المخصصة لها ،الأمر الذي اضطر إدارة الملعب لفتح مدرجات المنافس الذين لم يحضر منهم إلا عدد قليل جدا لإيمانهم بأن الفريق البطل هو الأفضل والأقوى والأخطر ولن يتنازل عن زعامته بسهولة، فكان مشجعو الهلال في الموعد وزحفوا لمدرجات منافسهم وغطوا الطاقة الاستيعابية للملعب.
قدم الهلال مباراة مميزة أشبه ماتكون بالكرنفال وكأنه قد خطط لذلك مسبقا، وكأنه أراد «مكافأة» جماهيره ورقمه الصعب بتقديم فوز مختلف، أبدع نجومه فردا فردا غير أن السوري عمر خربين خطف كل الأضواء والنجومية بتسجيله «هاترك» وحرمه القائم من «سوبر هاترك» بعد أن كان في غالبية المباريات ينزل بديلا.
الهلال هذا الموسم بدا مختلفا تماما فقد قدم نفسه منذ الجولات الأولى وكشف عن نواياه وعزمه على تحقيق لقب الدوري خصوصا بعد أن بذل رئيسه كل جهده في تجهيز وإعداد الفريق ودعمه بمحترفين أجانب ومحليين، بخلاف قراره «التاريخي» بالاستفادة من حقه النظامي في جلب أطقم تحيم اجنبية كأكثر فرق الدوري استدعاء للصافرات الأجنبية بلا منافس.
وعندما يضع الهلال عينه على «اللقب» ويعقد عزمه على زيادة غلته من الذهب، ورفع رصيده من البطولات، ويلعب من أجل ذلك مستعينا بالله، فإن كل الحواجز تتحطم أمامه وكل العراقيل تذوب، وكل الصعاب تتلاشى، فهاهو يحقق الدوري رقم 14 والبطولة رقم 56 وبأرقام قياسية يصعب تحطيمها على المدى القريب.
باختصار : «أرقام» الهلال.. «صعبة قوية».