محمد العبدي
جاءت عودة الهلال لبطولته المفضلة بسيناريو هو الأجمل والأمتع والأروع، فملك الدوري زعيم الإنجازات واجه تكتلاً مكشوفاً هدفه منعه من العودة للبطولة الكبرى، فبدأت الحرب من اتحاد الكرة ممثلاً في عضو مجلس إدارته الذي شم مع بداية الموسم ترتيبات لم يره إلا هو ومجموعة التكتل، ولكن كان التوقيت والطريقة مكشوفتان فقد انفضح المخطط من البداية، فمع الشم تبنت قنوات وبرامج صاحب الشمة الفضيحة ثم عرجوا إلى التحكيم المحلي لإلحاقه بمخطط الشم فتم إيقاف ادواردو ثم الفرج عشر مباريات بحكام محليين، واشتمل التكتل فرقا منافسة ليفوز أحدها، الأهم ألا يعود الهلال للدوري كل هذه الترتيبات كانت كفيلة بحرمان كبير الوطن من استعادة الملكية للبطولة الكبرى، ولكن لأن الهلال يملك رئيساً محنكاً.. هادئاً.. حكيماً فقد تصدى لكل هذه المؤامرات المفضوحة فاتفق مع مجلس إدارته على تجاهل كل أولئك وأحبط المخططات واتخذ القرار التاريخي بالاستعانة بالحكام الأجانب كأكثر فريق تاريخيا يستعين بالصافرة الأجنبية التي لا يعرف أصحابها الألوان ولا يهتمون بما يقال ولا يقرأون ما يكتب، فأراح اللاعبين والجماهير وصار الفريق يؤدي مبارياته بهدوء وحماس وثقة، فالصافرة ستنصفهم وبعرقهم سيعودون لمصافحة جماهيرهم العظيمة باللقب. وهنا لا ينسى الجمهور الأزرق الكبير ما فعله رئيسه الذهبي بتعاقداته مع نجوم مؤثرين محليين وأجانب ومع جهاز فني يعمل أكثر مما يتحدث فبدا توافقه مع شخصية الرئيس واضحاً ومنسجماً مع منهجه ليعود كبير القارة وزعيم الأندية إلى بطولته المفضلة ويختتم الدوري بخماسية تاريخية أمام المنافس النصر، كانت رداً على كل من حاول حرمان الزعيم من استعادة الملكية لأكبر البطولات وأهمها وأصعبها، كما أن هذه البطولة بحضورها الجماهيري التاريخي في الختام أكد أن فريقاً يحظى بهذه الشعبية وهذه النوعية من العشاق لا يمكن أن يبتعد عن منصات الذهب وأن تعزيز زعامته ما هو إلا إجراء طبيعي يمارسه مالئ الدنيا وشاغل الناس، كما يؤكد أن العمل الجاد والمنظم يهزم كل المؤامرات والمخططات مهما كانت ولا أدل على ذلك من بطولة هذا الموسم، كما أن هذه البطولة كشفت أن المنابر الإعلامية المدلسة لا تقدم بطلاً ولا تحرم فريقاً كالهلال من بطولة خطط لها وعمل من أجلها ولديه كل أدوات نجاحها من إدارة واعية ومدرب كبير ونجوم مؤثرين وجماهير لا يجاريها ولا يباريها جمهورآخر فهي من تقدم الإداريالواعي والنجم المؤثر وتساند المبدعين وتحاسب المقصرين وتشجع المجتهدين حتى أصبح الهلال سيداً للساحة وزعيماً للبطولات..
مبروك للهلال والهلاليين عودتهم التاريخية ورقمهم التاريخي وفوزهم التاريخي، فالهلال والبطولات وجهان لعملة واحدة..
بقي أن نذكر أن الغائب الأكبر عن الختام كان الأمير نواف بن سعد فهو نجم نجوم الموسم وصانع الفرح ويستحق احتفاءً خاصاً.