د. ناهد باشطح
فاصلة:
(لا تخلط بين الشهرة و النجاح، مادونا مثال للشهرة؛ هيلين كيلر مثال للنجاح) - ارما بومبيك -
لا يمكن لشخص واحد أو كيان مؤسسي واحد أن يكتسح النجاح أو يستحوذ عليه، إذ أن قمة النجاح هي القمة الوحيدة التي تتسع للجميع، لكن للنجاح مخاطره التي لا يسلم منها إلا من كان لديه وعي بقيمة ذاته وبمفهوم النجاح الحقيقي.
وما بين أعداء النجاح الذين تسمح لهم بوضع العراقيل في طريق طموحاتك هناك نوعية أخرى هي عدوة لنفسها قبل أن تكون عدوة للآخرين تلك التي تحاول ألا تقبل شراكة النجاح ويحملها اعتدادها بذاتها إلى عدم التعاون مع الآخرين وتصبح المنافسة لديها هاجسا بدلا من أن تكون استثمارا وتطويرا للنجاحات.
الناجح ليس بالضرورة مشهورا لكنه بالضرورة منجزا وفي رأيي أن للنجاح لذة وشعور فاخر بالسعادة لكن ثمة أنواع للنجاح وثمة معايير لكل نجاح حسب المهنة أو العمل.
وخطر النجاحات ما كانت مرتبطة بمهن تشكل الأضواء جزءا منها مثل السياسة والفن والإعلام، لأن للأضواء بريق لا يستطيع من جربه أن يعود إلى منطقة غير مشعة وهذا ما يفسر الاكتئاب الذي يصيب المشاهير إذا انحسرت الأضواء عنهم.
غير أن أضواء الشهرة لا يمكن أن تستمر على وتيرة واحدة وفي ذات المستوى من العلو، والشهرة رغم بريقها لا يمكن أن تتساوى مع صناعة النجاح التي تحتاج مواصفات خاصة بينما الشهرة فإنها أحيانا لا تحتاج إلى ما يلفت نظر الجمهور.
لذلك فالقمة لا يستقر بها المشاهير بل الناجحون إذا ما فطنوا إلى النجاح كمفهوم شراكي وعوامل متكاتفة لأنه في الأصل صناعة متفردة.
لا يمكن أن تنجح بمفردك فالنجاح توليفة من مركبات متشابكة أنت الجزء الرئيسي فيها إذا ما فهمت معنى ألا تكون الناجح الوحيد.