المملكة ومنذ تأسيسها على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وهي تعمل بمبدأ مبادلة شعبها المحبة والود وكذلك الحفاظ على تماسكه وترابطه.
ولم يُعهد عن جميع ملوك المملكة رحمهم الله منذ عهد المؤسس إلى عهدنا الحاضر عهد سلمان الحزم والعزم -حفظه الله-، أنهم قسوا على شعوبهم أو تركوهم في غيابة الجب، بل إنهم ولله الحمد ينظرون إلى شعوبهم نظرة حب ووفاء وعطاء، ونظرة ثاقبة مليئة بالأمل لمستقبل مشرق وزاهر بإذن الله تعالى، بالرغم من أن المملكة قد مرت بأزمات شدّت الأنظار وحبست الأنفاس وشهدنا بعضها كأزمة الخليج.
فعندما احتُلت الكويت تحملت المملكة تبعيات ذلك بعزم صارم لإعادة دولة الكويت لشعبها وعودة شعبها لدولته، وانتزاعها من الغزاة في ذلك الوقت، بقيادة الفهد، خادم الحرمين الشريفين الملك القائد فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد تعاملت الدولة مع تبعيات تلك الأزمات الاقتصادية باحترافية عالية لم تؤثر ضمنا على اقتصاديات الوطن ولم تمس معيشة المواطن عدى ارتفاع بسيط في بعض الخدمات الاستهلاكية كمشتقات البترول، وقد تعاضد الشعب الكريم حينها مع حكومته حتى عادت الأمور الى نصابها بتوفيق الله ومنته.
اليوم نجد أن السيناريو مختلف عن ذلك السيناريو الذي كان إبّان أزمة الخليج، حيث تعقدّت الحياة وتنوعت مصادر عدم الاستقرار، فوطننا يمر بأزمات تتنوع بين الاقتصادية المتمثلة بانخفاض أسعار البترول في السوق العالمية، إلى الحروب المجاورة لنا إلى القلاقل الدولية المحيطة بنا، إلى الحرب على الإرهاب وجماعاته الإرهابية التي تطغى على البلدان الآمنة في أوروبا وغيرها.
وتحتاج تلك الأزمات إلى الحكمة قبل الحنكة، وإلى بعد النظر قبل التعاطي مع الأمور الاعتيادية وهو الأمر الذي جعل أبا سلمان يقود الردع القوي الذي تحملت المملكة مجاورة بلدان الأحداث في الشمال والجنوب وهي من تتزعم بحمد الله ثم برجال مخلصين بقيادة التحالف العربي لإعادة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي.
ولم تكتف المملكة بقيادة سلمان الحزم، بل تجاوز بفكره إعادة الأمل لشعب اليمن الشقيق محلياً وخارجياً وأوجد مركزاً دولياً لمساعدة اليمنيين والسوريين والعراقيين ممن هُجّروا وظُلموا وذلك تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية. جاء سلمان الحزم فقاد كل هذا من أجل رفعة رآية الإسلام ثم العروبة لترفرف في سماء المجتمع الدولي وذلك مع إخوته الشرفاء من الأمة العربية والإسلامية.
واليوم خادم الحرمين الشريفين يعيد الأمل لشعب يشعر بالفخر والاعتزاز بقائدهم، حينما يتكاتف مع دولته في السراء والضراء، ويكفينا فخراً واعتزازاً حينما نرى جنودنا البواسل وهم يذودون عن حياض الوطن ومقدساته وأراضيه داخلياً وعلى الحدود والثغور، ونصب أعينهم وطن الإسلام والعروبة، أنها الشهامة والكرامة والاعتزاز بالوطن الكبير، مقابل ذلك أفرح الملك سلمان شعبة وأوصل رسالته المهمة داخلياً وخارجياً بأننا لا يمكن أن ننساكم شعبنا الكريم وذلك من خلال ملف مليء بالتفاؤل والقرارات الإدارية والمالية، فقد أجزل فيها أبو فهد من خلال تلك القرارات الحكيمة التي تُليت في وقت حساس أراد أعداء الأمة أن يزعزعوا ثقتنا بحكامنا، ولكن نقول لهم وبفم مليء بالفخر والعزة والكرامة وحب القيادة، هيهات لكم أن تمسوا شعرة واحدة من اللحمة الوطنية، فالوطن الذي لا نحميه لا نستحق العيش فيه. هكذا تقاد الأزمات وتتعامل الحكومات عندما تضيق السبل بدول في أقل الظروف والصعاب التي تعيشها المملكة بفضل عقول بنت وعملت ليل نهار، وأصبح ولله الحمد اقتصادنا يقود العالم في كل الظروف والمحن، ولا تتغير معه معيشة المواطن.
شكراً أبا فهد وشكراً لولي عهدك وولي ولي العهد المغاوير المحمدين الخيرين.
دام وطني عزيزاً شامخاً بحفظه وعنايته.
عبدالرحمن بن محمد العبيّد - نائب الرئيس الأعلى للموارد البشرية - الشركة السعودية للكهرباء