جاسر عبدالعزيز الجاسر
الدول لا تجامل ولا تساوم في مواجهة أي تهديد موجه لأمنها واستقرارها، وتكون أكثر شراسة وتحديًا عندما يكون الأمر موجهًا لوجودها وهويتها ومصيرها.
والمملكة العربية السعودية تواجه أخطارًا عدة تجاوزت مسائل مهمة كالأمن والاستقرار، بل وصلت الأمور إلى حد تهديد الوجود وطمس الهوية العربية والإسلامية من خلال العمل على فرض هوية دينية مشوهة ومحرفة.
بوضوح تام وبصراحة مطلقة نعلم جميعًا بأننا مستهدفون ليس فقط كسعوديين، بل كل العرب المسلمين الذين ينتهجون نهجًا إسلاميًا وسطيًا يلتزم بمبادئ وأسس الإسلام الصحيح، كما أنزل على رسول الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
ضمن هذا السياق فإننا كسعوديين، وأيضًا كعرب ومسلمين نعرف تمامًا من هم أعداؤنا الذين يكيدون المكائد والمؤامرات للنيل من معتقداتنا ومقدساتنا وأوطاننا ولهم في ذلك أساليب وطرق عدة، منها إثارة الفتن والقيام بالأعمال الإرهابية والمساعدة في تدمير المجتمعات الإسلامية من خلال العمل على نشر وترويج الأمراض الاجتماعية بما فيها نشر المخدرات وترويجها والعمل على إشاعة الممارسات اللا أخلاقية بصورها المتعددة، ولا يغرنا أو يغرُ غيرنا من المسلمين والعرب ادعاء أعدائنا وارتدائهم عباءة الدين حتى وإن اعتنقوا مذهبًا محرفًا.
هؤلاء أعداء مشخصون ومعروفون لكل من لديه بصيرة وذلك متمسك بدينه وبأصالته العربية، إلا أن هناك من انخدع بهؤلاء الأعداء الذين أفضل من يعتمد (التقية) ويبرع في إغواء الآخرين سواء بالادعاء بالدفاع عن مصالحهم، أو يشترى بالأموال من أجل تجنيدهم ضد أوطانهم وأمتهم ودينهم.
نحن لسنا بحاجة لإعلان هؤلاء الأعداء فالجميع يعرفهم خاصة بعد أن تفشى عملاؤهم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية الذين تم تجنيدهم لتنفيذ الأعمال الإرهابية وهدم المجتمعات العربية بنشر الفتن والأعمال غير الأخلاقية بما فيها تهريب وترويج المخدرات، مستغلين حاجة البعض، واستعداد البعض الآخر للقيام بالحالة لتطابق الهوى أو لتشابه الاعتقاد المذهبي رغم ما شوبه من تحريف، وهكذا فقد استغل أعداء الدين والأمة والوطن المآسي والحروب التي تشهدها بعض الأقطار العربية لينفذوا إلى ضعاف النفوس ممن يغيرهم المال للعمل مع أعدائهم وأعداء بلدانهم، وهذا ما حصل لكثير من الإخوة العرب المهجرين أو الهاربين من جحيم المعارك التي تشهدها بلدانهم، وللأسف الشديد أن بعضًا منهم وهم نفر قليل وقليل جدًا استطاع الأعداء تجنيدهم للقيام بأعمال تخريبية وإرهابية وتنفيذ مهام قذرة كتهريب المخدرات، فقد تبين لنا هنا في المملكة العربية السعودية أن هناك نفرًا قليلاً ممن فتحت المملكة أبوابها لهم لاحتضانهم وتوفير سبل العيش لهم وإنقاذهم مما يتعرضون له من قتل وإيذاء، قد قبلوا العمل مع أعدائهم وأعداء الوطن والأمة والدين، فقد أظهرت الأرقام التي أعلنت عن المتورطين في عمليات الإرهاب وتهريب المخدرات أن بعضًا ممن حضروا للمملكة كلاجئين قد تورطوا في تنفيذ تلك الأعمال القذرة، ولأن أمن واستقرار بل وحتى تهديد الوجود والهوية لا تقبل التفريط ولا المجاملة ولا السكوت عن ارتكاب ما يضر الوطن ووجوده، فالمطلوب أن يكون هناك حزم وصرامة في التعامل مع كل من يخرج عن الطريق السوي، وأن نكون حريصين جدًا مع من نأويهم بعيدًا عن استغلال ما نتميز به من رحمة وطيبة.