«الجزيرة» - خالد الدوسري:
شكلت الزيارة الهامة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شهر مارس الماضي نقطة تحول هامة في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية بالرغم من استراتيجيتها التي امتدت لـ80عاماً إلى زيارة سمو ولي ولي العهد إلى واشنطن واعتبر اجتماع سمو ولي ولي العهد وترامب الاجتماع هو الأول على مستوى كبير منذ انتهاء ولاية باراك أوباما وتولي ترامب السلطة فقد أجرى الرجلان محادثات في المكتب البيضاوي بحضور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ومستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكمستر وعدد من المسؤولين الكبار في الإدارة الأمريكية الجديدة إذ ترجم الاجتماع دعماً كبيراً للشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين والقائمة على المصالح المشتركة والالتزام باستقرار ورخاء منطقة الشرق الأوسط، بيد أن الرئيس ترامب وسموولي ولي العهد أمرا فريقيهما إبان الاجتماع باتخاذ خطوات جديدة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية. وأثمر اجتماع مارس الماضي عن اتفاق أمريكي سعودي يبحث اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الروابط التجارية وتشجيع الاستثمار وتوسيع التعاون في مجال الطاقة. وقد حمل سمو ولي ولي العهد هموم المنطقة إلى البيت الأبيض نظراً للمكانة وللثقل الذي بدا واضحاً فيما تمثله إدارة ترامب إذ أكد على هذا أساس أهمية مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار مع مواصلة تقييم الاتفاق النووي الإيراني في حين أعرب ترامب آنذاك عن رغبته في التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، واستمرار المباحثات بين السعودية وأمريكا للمساعدة في التوصل إلى حلول لقضايا المنطقة. ولم يغب ملف التعاون الاستراتيجي بين المملكة وأمريكا خلال الاجتماع فنظراً لما تمثله العلاقات الاستراتيجية بينهما فقد ناقشا خلال الاجتماع التعاون الأمني والعسكري المستمر بين البلدين لمواجهة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تمثل تهديدا لكل الدول. في حين أعرب ترامب عن دعمه لتطوير برنامج أمريكي سعودي جديد يركز على الطاقة والصناعة والبنية التحتية والتكنولوجيا، باستثمارات تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. وترم ذلك بيان من البيت الأبيض بأن الدولتين أكدتا على الرغبة في مواصلة المباحثات الثنائية من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي. وأضاف البيان أن توسيع التعاون الاقتصادي يمكن أن يخلق مليون وظيفة مباشرة وملايين الوظائف غير المباشرة في الولايات المتحدة خلال الأربع سنوات المقبلة بالإضافة إلى خلق وظائف في المملكة العربية السعودية. وتابع البيان أن الأمير محمد بن سلمان عرض برنامج رؤية السعودية 2030 على الرئيس ترامب، واتفقا على برامج ثنائية لمساعدة البلدين على الاستفادة من الفرص الجديدة التي سيخلقها تنفيذ الخطط الاقتصادية الجديدة للمملكة العربية السعودية. وكان معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير قد أعرب قبل أيام قليلة من تنصيب ترامب رئيسا عن تفاؤله حيال العلاقات مع البيت الأبيض. وقال في هذا السياق عندما نرى الخطوط العريضة التي وضعتها الإدارة الأمريكية الجديدة فمن الواضح أن «مصالحنا تتطابق. كما أكد الجبير لشبكة فوكس الإخبارية أن الرئيس دونالد ترامب يمتلك شخصية استثنائية ويدرك أهمية استعادة أمريكا لمكانتها في العالم ولعب دور كبير في حل القضايا المهمة على المستوى الدولي. وذكر الجبير آنذاك أن ترامب لديه رؤية واضحة لما يجب أن تكون عليه الولايات وأن المملكة العربية السعودية ستدعم عودتها كلاعب كبير في العالم .