واشنطن - الجزيرة - خالد الدوسري:
انطلاقاً من أهمية المملكة العربية السعودية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كداعم أساسي لتثبيت الاستقرار السياسي والاقتصادي، جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس اختيار المملكة أولى محطاته الخارجية نهاية الشهر الحالي والتي ستقوده أيضاً إسرائيل والفاتيكان، وعلى الرغم من أن المملكة حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة والتي تمتد لقرابة الـ 80 عاماً عندما بدأت عام 1931م، فإنَّ ترامب سيكون أول رئيس منذ جيمي كارتر لا يقوم بزيارة كندا أو المكسيك أولا كاسراً العادة للرؤساء الأمريكيين السابقين ، غير أن ما يدركه الرئيس ترامب منذ توليه السلطة في يناير من أهمية استعادة أمريكا لمكانتها في العالم ولعبها دوراً رئيسياً وكبيراً في حل القضايا المهمة، جاءت المملكة العربية السعودية كأولى محطاته ، كما أن لدى الرئيس ترامب قناعات بما تمثله المملكة من ثقل في المنطقة وبالإمكان أن تلعب دوراً هاماً في عملية السلام وفي محاربة الإرهاب بلا شك.. وكذلك دعم المملكة لمساعي الولايات المتحدة الأمريكية لاستعادة دورها الكبير في العالم خلافاً للإدارة السابقة في عهد سلفه باراك أوباما.
وقال اريك بيلوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسؤول عن شمال أفريقيا واليمن في مجلس الأمن القومي خلال ولاية أوباما (تبدو الزيارة بالنسبة لي جزءا من جهود للتمييز بين إدارة ترامب وسلفها). وأضاف ان الذهاب إلى هناك أولا وليس إلى إسرائيل أو أحد جيراننا، كندا أو المكسيك، له أهدافه بشكل واضح، ويمكن ان يكون أساسا أخرى مثل عملية السلام في الشرق الأوسط، وإيران وربما في أماكن اخرى. وعادة ما تكون للجولات الخارجية الأولى للرؤساء الأمريكيين دلالات رمزية أشمل وباختيار الشرق الأوسط ليكون أول محطة له يسلط ترامب الضوء على وعوده بالقضاء على ما يسمى (تنظيم داعش) وتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال مساعدون للرئيس ان قرار جعل السعودية المحطة الرئاسية الأولى يعكس الجهود المبذولة في محاولة إعادة العلاقات مع العالم الإسلامي. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ان الهدف من ذلك هو عكس اتجاه (فك الارتباط الأمريكي عن العالم وبعض مشاكله الكبرى). الجدير بالذكر أنه خلال فترة ولاية الرئيس باراك أوباما، كانت العلاقات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة العربية السعودية خصوصا، توترت بسبب التزامات إدارته مع إيران. وقد تعهدت إدارة ترامب التي تضم العديد من الجنرالات الذين لديهم خبرة شخصية مريرة مع الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق ولبنان، بالرد على النفوذ الإيراني في المنطقة.