أ.د.عثمان بن صالح العامر
أذكر قبل ما يقرب العشر سنوات تزيد قليلاً أو أنها تقل كان التساؤل الذي يساوره خوف وترقب لدى شريحة في المجتمع السعودي منصب في الأساس عن مستقبل هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودبة بعد أن جرت سنة الله عز وجل في خلقه فتقدم العمر بأصحاب السمو الملكي الأمراء أبناء المؤسس الباني لهذا الكيان العظيم جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، وما هي إلا أشهر معدودة من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم حتى استطاع المجدد الحكيم ملك العزم والحزم بكل حنكة وذكاء نقل مقاليد السلطة السياسية لجيل الأحفاد الذي أعُد بامتياز للمرحلة التي نعيشها نحن اليوم وتستقبلها الأجيال القادمة غداً بإذن الله، وفي كل مناسبة يشرف فيها الوطن ويسعد بها المواطن بصدور مراسم ملكية جديدة نرى جيل الأحفاد الشباب يدخل معترك اتخاذ القرار السلطوي "التنفيذي" من أوسع الأبواب مما يبعث على التفاؤل ويولد الطمأنينة ويبشر الوطن والمواطن بمستقبل سعودي وضاء.
أجزم أن نسبة كبيرة من المتابعين المنصفين العقلاء ومن كافة الطبقات والتوجهات والتخصصات الذين تسمروا أمام شاشة التلفاز لمتابعة مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد مساء الثلاثاء الماضي استمتعوا بحديث ماتع معمق من نموذج فريد للعقلية السعودية التي لا تضاهى عالمياً - وحق لنا أن نفخر ونفاخر بها - ، وجزموا أننا بحمد الله وفضله ومنه وكرمه في كنف دوحة سعودية مباركة لا تشيخ ولا تهرم إن شاء الله، وأن قيادتنا الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد لديها رؤية واضحة لمعطيات الواقع ومعرفة واسعة بتحديات المستقبل وتملك إستراتيجية متكاملة مدروسة لشق طريقها نحو العالمية الإيجابية في كل المجالات، وعندنا في هذه البلاد المباركة من نقاط القوة والفرص ما يجعل التفاؤل كبير، والآمال عريضة، والطموح في هذا الوطن المعطاء لا حدود له.
لقد بسط سمو الأمير بذكاء وفطنة ولباقة وكياسة بعضاً من النظرات الاستشرافية لمستقبل الاقتصاد السعودي على ضوء رؤية 2030 ، مدللاً بالأرقام ومبرهناً بالآثار على أننا نسير في الطريق الصحيح، مؤكداً في ذات الوقت على أن التفاؤل بالنجاح المستقبلي لا يكفي لوحده في تحقيق الطموح بل لابد من تفاعل المواطن الحقيقي في إنجاح المبادرات التي يعتمد البعض منها على قناعة المجتمع ومشاركته، فضلاً عن تحفيز الهمم وتشجيع المبادرين ودعم التحركات الرسمية في تجاوز المرحلة الانتقالية بامتياز، وفي ذات الوقت وضع النقاط على الحروف إزاء العلاقات السعودية الخارجية.
الشيء المهم الذي يجب أن يعيه المسئول قبل غيره أن هذا العهد السعودي الجديد الذي يقوده سلمان العزم والحزم باقتدار ومن خلفه جيل الأحفاد يرتكز على العمل الجاد والإنتاجية العالية والتوظيف الأمثل للثروات الطبيعية والموارد البشرية ومن ثم المتابعة والمحاسبة الحقيقية فلا مكان لبطء ولا وجود لتسويف أو إهمال، وملفات الفساد ستصل لها يد نزاهة مهما كان صاحبها، حفظ الله قادتنا وحمى بلادنا وأدام عزنا ونصر جندنا وأعلا رايتنا ووقانا شر من به شر ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.