«الجزيرة» - متابعة:
يتزايد الإقبال في دول الخليج على تحويل الجزر الطبيعية إلى معالم سياحية تجتذب مئات الآلاف من السائحين والزوار سنويا. وكشف مسؤولون حكوميون ومستثمرون وعقاريون عن أن مدنا خليجية تنفق مليارات الدولارات على إنشاء جزر صناعية سياحية أو تحويل جزر طبيعية إلى مقاصد سياحية ومنتجعات فندقية، ما يسهم في إنعاش «سياحة الجزر». وتتصدر مدن الشارقة ودبي والدوحة وسلطنة عمان، المدن التي تطور الجزر، وتحولها إلى معالم سياحية تجذب السائحين من مختلف دول العالم، تنافس بها جزر هاواي والمالديف.وقال مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بالإمارات إن الهيئة تنفذ مشروعات كبرى لتحويل الجزر إلى مقاصد سياحية ووجهات ترفيهية فريدة من نوعها في المنطقة، داعيا المستثمرين الألمان والأوربيين للاستثمار في تلك المشروعات. وأضاف السركال، للصحفيين في برلين، أن الهيئة تطور حاليا جزيرة «صير بونعير» باستثمارات 500 مليون درهم (137 مليون دولار) لتصبح مقصدا سياحيا يستقطب مئات الآلاف من السائحين سنويا. وأوضح أن الجزيرة تبعد 65 كيلو مترا عن ساحل الإمارات، وتعد من أبرز المحميات الطبيعية في الخليج، وستضم مطارا، وميناء للسفن، ومتحفا ومجمعا ترفيهيا، إلى جانب فندقاً ومنتجعاً فاخراً فئة خمسة نجوم وشققاً فندقية، وفيلات فاخرة، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع عام 2017. وقال السركال: «أعلنت هيئة شروق مؤخرا عن البدء في تنفيذ مشروع (جزيرة النور)، لتحويل جزيرة طبيعية الى معلم سياحي بارز يضم غابة استوائية ماطرة وبيوتا للفراشات وبيوتا زجاجية، ومسرحا عائما ومرسى للقوارب، وتتكلف 80 مليون درهم (22 مليون دولار) ومن المقرر افتتاحها نهاية العام الجاري.كما طورت الشارقة «جزيرة العلم» التي تضم سابع أطول سارية علم بالعالم، وتم تصميمها لتشكل عامل جذب سياحياً بارزا بالأمارة، وتضم مسرحا بسعة ألف مقعد ومنطقة معارض ومتاجر ومطاعم ومقاهٍ.ولفت السركال إلى أن الشارقة حريصة على تنفيذ المشروعات السياحية المستدامة، التي تراعي الحفاظ على البيئة، لافتا إلى أن حجم المشروعات السياحية التي تنفذها هيئة (شروق) تقدر كلفتها بمليار دولار خلال خمسة أعوام، ضمن خططها لزيادة عدد السائحين من 2 مليون سائح إلى 10 ملايين سائح كل عام. وفي الدوحة، تم تحويل جزيرة «البنانا» الطبيعية في بحر الخليج إلى منتجع سياحي، ينافس جزر المالديف.وقل معتز الخياط رئيس مجلس إدارة شركة (أورباكون) التي تولت تحويل الجزيرة إلى مقصد سياحي، أن الجزيرة تستقبل السائحين عبر الطائرات المروحية والقوارب.وذكر أن الجزيرة تضم 141 غرفة فندقية وجناحا وفيلا بحمام سباحة، وأصبحت توفر للزوار والسائحين حياة عائلية متكاملة وإقامة الأفراح والحفلات وأنشطة سياحية متنوعة على سطح البحر وبين الأمواج. وتضم أيضا ملاعب للكرة الشاطئية والتنس وأندية للشباب والأطفال ومسرحا إلى جانب مرافق للرياضات المائية. وقال الخياط إن تطوير جزيرة البنانا في قطر وتحويلها إلى منتجع سياحي على غرار جزر المحيط الهندي، جعل كثير من الخليجيين يفضلون قضاء عطلاتهم فيها بدلا من السفر إلى الجزر الآسيوية.وتشتهر مدينة دبي بمشروعات تطوير الجزر، وقد دشنت في عام 2008، جزيرة نخلة جميرا، التي تعد من أبرز الجزر السياحية في العالم، وهي مصممة على شكل نخلة وتضم فندق «اتلاتنس» الذي يوصف بأنه أحد أفخم فنادق العالم، ونجحت هذه الجزيرة في منافسة جزر المحيط الهادي واستقطاب سائحين من كافة الجنسيات. كما تشتهر دبي بفندق «برج العرب» الذي أقيم على جزيرة في الخليج، ويعد أحد أهم المعالم السياحية في الشرق الأوسط من شدة فخامته، ويستقطب عشرات الآلاف من السائحين سنويا، من بينهم مشاهير العالم وحكام ورؤساء دول وشخصيات سياسية بارزة.وفي سلطنة عمان يجري تنفيذ مشروعات فندقية عدة على جزر في المحيط الهندي، ولعل أبرزها مشروع منتجع جزيرة السودة، وهي جزيرة في المحيط تبعد 35 ميلا عن الساحل الجنوبي للسلطنة.