«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الاستثمار كلمة بدأت تتردد في السنوات الأخيرة في العديد من دول العالم ولا عجب من ذلك، فالاستثمارات في مختلف المجالات هي الدماء التي نضخها في شرايين الاقتصاد لاستمرار النمو والتنمية في مختلف القطاعات، فكان من الطبيعي أن تسعى جميع الدول إلى الاهتمام بهذه الدماء، ومن الطبيعي أن يكون الهدف الأول والأكبر لسياستنا الاقتصادية في وطننا العزيز هو كسب المزيد من الاستثمارات المختلفة وفي مجالات عدة ليست فقط محصورة على التنمية الاقتصادية أو التجارية، ولكن الاستثمار في شباب الوطن هو استثمار ناجح ومردوده إيجابي على المدى الطويل، كذلك الاستثمار في الخدمات الصحية والطبية يعتبر استثماراً مضموناً وعائده المادي كبير جداً، وهذا ما نشاهده في نجاح المستشفيات الخاصة التي باتت تتطور وتتنامى بل صار لها فروع في دول خليجية وعربية.. ولاشك أن السبب وراء ذلك كان تهيئة المناخ الاقتصادي للاستثمار في هذه المجالات وهو الهدف الأول بالرعاية دائماً، والذي تابع برامج الدولة وخططها في مجال تشجيع الاستثمار في الوطن عبر إتاحة الفرصة أمام الشركات والمؤسسات الوطنية وحتى الأفراد في العمل بحرية في مجالات الاستثمارات الخاصة، يكتشف أن الساحة أمام كل المستثمرين واسعة والتسهيلات والقروض كبيرة وكثيرة.. بل أتاحت الدولة للجميع مجالاً تنافسياً كبيراً من خلال إفساح المجال واسعاً أمام الجادين للفعل والعمل وتقديم كل ما من شأنه يساهم في تحقيق نجاحات صناعية وزراعية وصحية وقبل هذا تجارية واقتصادية. بل فتحت الأبواب مشرعة للشركات الاستثمارية العالمية والعربية لتنفيذ مشاريعها الاستثمارية في مجالات السياحة والترفيه، وغيرها من الاستثمارات التي تخدم الوطن والمواطن وتحقق للمستثمر عائداً مادياً كبيراً.. وبفضل الله ان علاقة المملكة مع الدول الخليجية والعربية والعالمية تتيح المجال الرحب لجميع المستثمرين في هذه الدول، مما يدفع بالوطن إلى الدخول في مرحلة جديدة وهذا ما رأيناه في السنوات القليلة الماضية، حيث نجد إقبالاً من المستثمرين الخليجيين والعرب وحتى من الشركات الأجنبية الغربية والشرقية للاستثمار في مجالات عدة. هذه الاستثمارات سوف توجد الآلاف من الوظائف لأبناء الوطن. ولا يختلف اثنان على أن الأمن والاستقرار في هذه الأرض الطيبة يجعل ساحة الاستثمار آمنة ومستقرة مما يجعل المستثمر يعمل بثقة واطمئنان كبيرين. ولا يمكن أن ننسى أن المملكة وكمأشارت تقارير موثوقة ضمن (اقتصاديات الدول العشرين الأكبر في العالم)، بل باتت في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كذلك تعتبر من أسرع الدول في النمو الاقتصادي على مستوى العالم.. ويتميز سوقها كما هو معروف بقدرة شرائية هائلة . فإذا أضفنا إلى ذلك موقعها الاستراتيجي ومكانتها الدينية العظيمة. وها هي بلادنا باتت تستقبل قيادات عالمية من دول صديقة تسعى جاهدة لفتح آفاق تعاون اقتصادي واستثماري بينها وبين المملكة، وبالأمس شاهدنا دولة المستشارة الألمانية الدكتورة انجيلا ميركل وهي تقوم بالتوقيع على مذكرات تفاهم ومشروعات تعاون بين حكومتي المملكة وألمانيا الاتحادية والتي تضمنت تطوير الصناعات المستدامة من خلال توطين التقنيات وتسريع وتيرة التحول الصناعي الرقمي في المملكة. وهكذا نجد أن دولاً عالمية تسعى حثيثاً للاستفادة من مختلف مجالات الاستثمار المتاحة بالمملكة، مما يجعلنا جميعاً مسؤولين ومواطنين ننظر بتفاؤل كبير للاستثمار في المملكة ولله الحمد..