د. خيرية السقاف
لا أحسب أنني حين أقول شيئاً عن «حميدان التركي» أجيء بجديد
ولا أحسب أنّ ما سأقوله يؤتي بجديد
فمن حيث القضية كل الناس من الاتجاهات الأربعة تلهج ببراءته
وإن كان من عقوبة فقد تمادت
وإن كان من جور فقد أُغرق فيه
وإن كان ادعاء عدل فقد تمزقت عباءته, وتهلهلت خيوطه,
وبات الشك فيه يفوق, ويتفوق,
يربو, يُعرِّش, ويثبت !!..
***
لا أحسب أنني حين أدعو له أكون وحدي
فمن دعا له , ولهج بالرجاء لله من أجله رهط كثيرون لا حصر لهم
والله مجيب لا يخلف الميعاد
لكن لكل أجل كتاب
{لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ}
ففوّضنا أمره إلى الله
***
لا أحسب أنّ صبراً يفوق صبر أمه وزوجه وأبنائه
إلاّ ما كان من صبر أم «خالد الدوسري» الشبيه في سجون أمريكا
وقد مات أبوه حسرة, وكمداً ..
فاللهم اجعل لصبرهم خاتمةً رحمتك, وأنزل في قلوبهم مزيداً من الرضا بعد قضائك,
وزدهم صبراً حتى فرجك يأتيهم من حيث لا يحتسبون..
***
لا أحسب أنّ أبناء الوطن, الشغوفين بأمريكا, لن يكونوا في وعي حين يقدر لهم العيش فيها, تجارة, أو تعلُّماً, أو سياحة, أو استثماراً, فلكل مجتمع نظمه, ولكل شعب طبيعته, فالثقة المطلقة, والأمان النفسي التلقائي, والسلوك العفوي دون حساب, والسير خارج مسطرة قوانينها, لن يجدي, سيكلف غالياً, وحين توصد الأبواب لن تفتح إلاّ وفق ما يرون, ووفق ما يقدرون!!
فالقوانين الوضعية في الأحكام صعبة الإجراء, باهظة التكليف عند التنفيذ..
فالإنسان حين يؤول إلى بشريته خطَّاءٌ جائرٌ..
***
عسى أن يكون الخير كله خاتمة لهذه القضية, ومثيلاتها, وأن يطلق الله سراح حميدان, وخالد, ومن يقدر له أن يكون وراء القضبان أو موضع السؤال, والعقاب هناك..
فاللهم فرِّج كربتهما, وأزح عنهما ظلمة المعتقل, وأفسح لهما أبواب النجاة, وكن لهما المنقذ الأمين, فأنت الرب الرحيم, لا إله إلاّ أنت ملجأنا, وحسبنا, ونعم الوكيل, فقد فوّضناك في أمرهما, واتكلنا عليك, يا نعم المولى, ونعم الوكيل.