سعد الدوسري
لماذا الإصرار على اعتبار اسكتشات «قلب للبيع» عملاً مسرحياً؟! إنه بالكاد «ستاند أب كوميدي» ارتجالي، لا يتضمن محتوى ولا لغة تحترم نفسها. أقول هذا الكلام، في كل مرة ينقل طارق العلي أعماله الرديئة إلينا، ويلعب من خلالها على وتر الكوميديا التي يفتقدها شبابنا.
نحن نعي أن هيئة الترفيه لديها جدولها الخاص، وأن فرقة طارق العلي من أولويات هذا الجدول، نظراً لإقبال الجمهور المراهق عليها. ولكن، هل سبق أن حضر أحد القياديين في الهيئة، واستمع لما يدور في هذا العمل، من حوارات غير مهذبة؟!.. هل الجمهور الكثيف مقياس على جودة العمل؟! هل الضحك المتواصل على المقاطع ذات الإيحاءات الغرائزية، دليل على قيمته الفنية؟!.
المشكلة هنا، ليست في طارق العلي، ولا في أعماله، فهو يعرض هذه البضاعة، والهيئة تشتريها.. المشكلة في إطلاق اسم «مسرحية» مثل هذه الأعمال، مما سيجعل الجمهور يضعها كمقياس للأعمال المسرحية الكوميدية، وهي ليست كذلك مطلقاً. المسرحية الكوميدية لها معاييرها وشروطها، ولعل أهم ما تتوجه له مثل هذه الأعمال، هو إيصال الرسالة الاجتماعية بقالب ساخر، يسعد الجمهور ويضحكهم ويجعلهم يفكرون بالرسالة بعد خروجهم من المسرح. وربما لا يزال بعض شبابنا يستمتعون بالأعمال المسرحية الكويتية، لفنانين كبار أمثال سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح، الذين وضعوا الإطار الأجمل للمسرح الكوميدي، فلماذا نخرب هذا المسرح عليهم؟!.