الدمام - سلمان الشثري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية - يحفظه الله - أن قرار مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين بتعيين الابن أحمد بن فهد بن سلمان نائبًا له بمنزلة هدية ثمينة جدًّا له شخصيًّا، ولأبناء المنطقة الشرقية، يعتز بها، وبوقوف الأمير أحمد بجانبه ساعدًا أيمن وعضيدًا له في هذه المنطقة العزيزة على بلادنا.
وقال سموه خلال حفل الاستقبال الذي أقامه سموه الكريم مساء أمس الأول بمقر ديوان الإمارة احتفاء بصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية: «إن سيدي خادم الحرمين الشريفين هو أحد الرجال القلائل في وقتنا الحاضر الذي يعد مرجعية مهمة في تاريخ بلادنا وفي إدارة حكمنا، بعد أن عاصر - حفظه الله - جميع الملوك منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى عهد الملك عبدالله - عليهم رحمة الله جميعًا -، فنهل - حفظه الله - كل علم نافع، وتشرب المعرفة، وواجه الصعاب؛ ما جعله في هذا الوقت يشار إليه بالبنان كأحد الرموز بين قادة العالم؛ الأمر الذي يجعلنا نفخر نحن المواطنين بأن يكون قائدنا سلمان الحزم والإصرار - حفظه الله وأيده بنصره -».
وأضاف سموه بأن الأمير أحمد بن فهد لازم سيدي خادم الحرمين الشريفين منذ صغره، وكان لصيقًا به، وتعلم منه الكثير، ولا نزال جميعنا نتعلم من سيدي خادم الحرمين الشريفين. وأنا أعرف شخصيًّا ويعرف الكثير غيري أن الأمير أحمد نهل عميقًا من الحكمة وبُعد النظر وسعة الاطلاع التي يتصف بها خادم الحرمين الشريفين في شتى المجالات؛ ما سيجعله - بإذن الله - قادرًا على تولي هذه المهمة بكل تمكُّن واقتدار. ولا أشك أنه سيبذل قصارى جهده؛ لأن يكون عند حسن ظن سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي منحه هذه الثقة الغالية.
وأشار سموه إلى الأثر العظيم والذكرى المميزة التي خلدها صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان - يرحمه الله - عندما كان نائبًا لأمير المنطقة الشرقية؛ فله - رحمه الله - أثر في كل بقعة من بقاع هذه المنطقة الشاسعة، وقد عرفه الجميع، وتعاملوا معه، وعملوا معه كذلك بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم؛ إذ كان - يرحمه الله - قريبًا من الجميع في كل أمر؛ فذكراه دائمًا وستظل عطرة راسخة في ذاكرة الجميع، وسمعته - ولله الحمد - تزخر بالإنجازات المميزة؛ فندعو الله له بالرحمة، وإن شاء الله أن يكون الابن الأمير أحمد امتدادًا لوالده - غفر الله له - الذي فقدناه أخًا، وكسبنا الأمير أحمد ابنًا ونائبًا.
وأضاف سموه بأن المنطقة الشرقية كغيرها من مناطق مملكتنا الغالية قريبة من قلوب ملوك المملكة جميعًا، وكانت - ولا تزال - محل حرصهم واهتمامهم وعنايتهم؛ فمنذ أن قامت هذه الدولة ومنطقتنا تزخر بالخيرات الكثيرة - ولله الحمد -، وبرجالاتها الذين خدموها على مر العصور، وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالله بن جلوي، ومن ثم الأمير سعود بن جلوي، والأمير عبدالمحسن بن جلوي - رحمهم الله جميعًا - والأمير محمد بن فهد - حفظه الله -. وها أنا أتشرف وابني الأمير أحمد بن فهد؛ لنكمل هذه المسيرة في خدمة المنطقة وأهلها.
أسأل الله - عز وجل - أن يعيننا جميعًا على حَمْل الأمانة، وتحقيق ما يصبو إليه أهالي هذه المنطقة من خدمة في كل مجال.. ولن نألو جهدًا - إن شاء الله - في تقديم ما نستطيع من علم وعمل في تسخير كل ما تعلمناه وكل ما عرفناه في حياتنا لخدمة وطننا أجمع، ومنطقتنا هذه على وجه الخصوص.
وفي ختام كلمته وجَّه سمو الأمير سعود بن نايف كلمته لسمو نائبه الأمير أحمد بن فهد: «أبارك لك هذه الثقة الملكية الغالية، وأدعو الله لك بالعون والسداد، وأن يبارك الله لك في عملك وقولك. هذا حقك علينا. أما حقنا عليك فأن تعمل بجد وإخلاص؛ فأنا وأنت في رقبتنا قسم لخدمة هذه المنطقة بكل عزم وتفانٍ».
من جهته، صرح سمو نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان: «أشرف بالعمل نائبًا وعونًا لسمو أمير المنطقة الشرقية، ويسعدني العمل لخدمة أهلي أبناء هذه المنطقة العزيزة علينا جميعًا».
كما أزجى سموه الشكر لجميع أهالي المنطقة الشرقية على ما عبَّروا عنه من مشاعر طيبة، وأهاب بهم إلى عدم نشر أي إعلانات تهنئة أو مواد إعلامية ترحيبية، قائلاً: إن الجمعيات الخيرية أولى بقيمة هذه الإعلانات.
من جهة أخرى، ألقى وكيل إمارة المنطقة الشرقية الدكتور خالد بن محمد البتال كلمةً، جاء فيها: يسرني وأنا أقف بين يدي سموكم الكريم أن أبارك لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز - باسمي وباسم جميع زملائي منسوبي إمارة المنطقة الشرقية - بالثقة الملكية الكريمة التي حظي بها سموه بتعيينه نائبًا لسموكم الكريم، وهو - بلا شك - جدير بهذه الثقة؛ إذ يعد أحد خريجي مدرسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله - الثرية بخبرتها الإدارية والثقافية العميقة الواسعة. ونسأل الله أن يكون سموه خير سند وعضيد لسموكم الكريم.
وأضاف البتال: نتطلع إلى أن يكون سموكم الكريم امتدادًا لوالده صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي كانت له مآثر وأعمال كبيرة ومميزة، التي ما زالت المنطقة الشرقية وإمارتها تحتفظ بها، ونتذكرها بكل اعتزاز وفخر. وتابع وكيل إمارة الشرقية: صاحب السمو، اسمحوا لي بأن أوجه جزءًا من كلمتي لصاحب السمو الملكي نائب أمير المنطقة الشرقية. إنني وجميع زملائي سنكون - بإذن الله - عونًا وسندًا لكم يا صاحب السمو، ولن نألو جهدًا في بذل أقصى ما نستطيع لتنفيذ توجيهات وتطلعات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وسموكم الكريم، بما يسهم في تطوير المنطقة الشرقية، وتحسين الأداء، وتطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين، التي يوليها سمو أمير المنطقة الشرقية جل اهتمامه وعنايته تماشيًا مع توجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة لهذه البلاد المباركة.
من جانبه، قال فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل رقيب: نبارك للأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي كسب ثقة ولي الأمر، ووجَّهه للعمل في هذه المنطقة.. بداية، نسأل الله - عز وجل - أن يكون لسمو أميرنا المحبوب سندًا وعونًا، وأن يسدده في أقواله وأعماله، وأن يصلح من تولى للمسلمين أمرًا. ثم إننا نكرر ما ذكره سمو أمير المنطقة الشرقية من الإعانة على الأمانة التي استودعناها جميعًا؛ فالعمل الذي أوكل إلى نائب أمير المنطقة الشرقية وإلى كل مسؤول منا كما ذكر رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». ونقول بكل صدق وإخلاص، وبكل ما تحمله الكلمة مما نجده من سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز من عناية ودراية وتوجيه لهذه المنطقة، استشعارًا منه - حفظه الله - لأهميتها، وفي هذا المجلس المبارك الذي نحتفل فيه بصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، عن أهل المنطقة كلهم، فباسمي وباسم كل مواطن ومواطنة، وكل شاب وشابة، وكل من في هذه المنطقة، من حاضرة وبادية، نرحِّب بصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد، ونسأل الله - عز وجل - أن يسدده ويعينه ويوفقه.
وأضاف فضيلة الشيخ الرقيب: كما أننا نعاهد ولاة أمرنا على أن نكون عونًا لمن ولاه الله أمرنا؛ ففي رقابنا بيعة لولي الأمر؛ يجب علينا أن نقوم بها، وأن نؤديها، وهذا ما يميز هذه البلاد الغالية.. فهذه البيعة نحن مسؤولون عنها، ومحاسبون عليها؛ فأنصح نفسي وإخواني المسؤولين في هذه المنطقة وكل من ولاه الله أمرًا في هذه المنطقة أن يؤدي الأمانة التي ائتمن عليها، وأن يكون سندًا لأميرنا ونائبه وللمسؤولين فيها.. أسأل الله - عز وجل - أن يديم على بلاد الحرمين الأمن والأمان، وأن يرد عنا كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وأن يجمع كلمة ولاة أمورنا مع مواطنيها، وأن يثبِّت أقدام إخواننا الذين يدافعون عن وطننا، وعن مقدساتنا، وعن أنفسنا، وعن أعراضنا.. نسأل الله أن يثبتهم ويسدد رميهم، وأن ينصرهم على عدونا وعدوهم.
وفي مداخلة للشيخ منصور السلمان من محافظة القطيف استذكر فيها العديد من المواقف النبيلة لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان - يرحمه الله - عندما كان نائبًا لأمير المنطقة الشرقية، التي كان يتصف فيها بالحلم والأناة، والعطف والرحمة.. مؤكدًا أن هذا ما نعايشه منذ توحيد هذه الأرض المباركة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وما تتابع عليه أبناؤه البررة ملوكًا وأمراء؛ وهو الأمر الذي نعيشه اليوم بين الراعي والراعية، ويجسده قرب سمو أمير المنطقة الشرقية ومعايشته للمواطنين وتلمسه لحاجتهم.. والأمير أحمد بن فهد ليس ببعيد عن هذا النهج.