فهد بن جليد
هذا الأسبوع عشتُ تجربة فريدة داخل أحد فصول مدرسة متوسطة وثانوية العيينة، عندما نجح مجموعة من طلابها في إنشاء شركة خاصة بهم (قيد التأسيس), لتسويق مُنتج جديد ابتكروه خلال الفصل الدراسي التعليمي الحالي، المُنتج عبارة عن (شعلة نار) قاموا بتعديلها وإجراء الاختبارات العملية والعلمية عليها بشراكة بين (المدرسة والقطاع الخاص) لتستطيع الاشتعال وإيقاد النار أطول وقت ممكن، متميزة بصغر حجمها، وسهولة حملها، ورخص ثمنها، ليشرعوا في تسجيلها كمُنتج سعودي باسم الفريق، وهو ما يعني أنَّ الفكرة قد تتطور أكثر في المُستقبل لتصبح هذه الشركة واقعاً ملموساً، ويصبح الطلاب هم أعضاء مجلس إدارتها بالفعل الذين جمعتهم مقاعد الدراسة.
ما أعجبني أكثر هو أن تأهيل الطلاب وتنظيم أفكارهم، لم يقتصر على حصولهم على درجة تعليمية وتخرجهم بشهادة الثانوية فقط في هذه البلدة الصغيرة قرب الرياض، بل إنهم سيحملون معهم عند مغادرة مقر المدرسة (مهارات إضافية) جديدة، اكتسبوها خلال الفصل الدراسي بمساعدة مُدربين مُعتمدين لمنهج علمي وتعليمي بكتاب (لا صفي) خضعوا له طوال هذه المدة، لينطلقوا باحترافية صوب سوق العمل وهم يعرفون مُتطلباته جيداً.
بل إنَّ الفكرة قد تتطوَّر أكثر، والنتائج قد تصبح أعظم، لو فتحت الوزارة أبواب المدارس المُعطلة خلال فترة إجازة نهاية العام الدراسي بالشراكة مع القطاع الخاص والمعاهد المهنية، لتتحول هذه المدارس إلى مصانع توفر الإمكانات والمناهج العملية والتعليمية لتحسين قدرة ومهارة الطلاب المُتخرجين, ليصبحوا أكثر استعداداً وقدرة على الانخراط في سوق العمل، وأكثر قدرة على تحديد ورسم مُستقبلهم.
مثل هذه الفكرة لصناعة الأمل وتأهيل رواد العمل من الطلاب واكتشافهم، لتعزيز روح الانتماء وإشعال فتيل المنافسة بينهم، طبقتها وزارة التعليم -مشكورة- بالشراكة مع القطاع الخاص في عدة مدارس في المملكة خلال السنتين الماضيتين خلال مدة الفصل الدراسي فقط، وهنا أدعو لاستمرارها خلال الإجازة وتوسيع مجالها لتشمل أكبر عدد ممكن من الخريجين كجزء من دور المدرسة التعليمي والتأهيلي، لأن الفائدة المرجوة مؤكدة ومُحققة بمثل هذا المنهج العملي الذي يجب أن يكون موازياً وملازماً للمنهج التعليمي الذي يتلقاه طلاب المرحلة الثانوية تحديداً.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،