د.عبدالعزيز الجار الله
يدخل الإعلام السعودي مرحلة جديدة: الإعلام الحكومي، والقطاع الخاص. بعد مرحلة تشكل بدأت من عام 2010م، انكفأت وتوارت بعض مؤسسات الدولة عن مواكبة التغيرات التي حدثت للإعلام في السعودية والوطن العربي والعالم، حيث تزامن ذلك مع التطور التقني السريع للاتصالات وأجهزة الهاتف الجوال وتطبيقات الجوال، إضافة إلى اندماج المجتمع مع الحدث الجديد الذي مكنهم من خلق أجواء إعلامية شخصية، أما المؤسسات الإعلامية في القطاع الخاص فقد أصيبت بصدمة، نتيجة امتلاك المواطن وسائل إعلام شخصية، استطاع أن يعبّر عن رأيه بعيداً عن المؤسسات، وينقل الأحداث بالصوت والصورة والفيديو، بل تحوّل الجميع إلى مراسلين، خاصة في بلاد الربيع العربي.
إذن ما الذي تغيّر ليكون واقعاً جديداً مختلفاً عما قبله:
أولاً: أميركا ترامب ليست أمريكا أوباما، وهي اليوم تصنع لها ربيعاً عربياً بمواصفاتها، ليس دموياً، لكن توازن قوى مع روسيا وإيران.
ثانياً: الاقتصاد تجاوز مرحلة الركود وشدة الاختناق في عام 2014 وما بعدها.
ثالثاً: توقف مد الربيع العربي بحصر ربيع الثورات العربية في دول محددة، وانحصرت أكثر في سوريا واليمن وليبيا.
رابعاً: إيران هي المحرك الأساس للربيع العربي، أو من أقوى المؤثرين، تصدير الثورة الإيرانية والثورة العربية للداخل العربي، فقد اصطدمت بجبهة السعودية والخليج والتحالف العربي في اليمن وفي البحرين وليبيا.
رابعاً: أوقفت أمريكا حرائق داعش لتسقط آخر أقنعة ومحركات الثورة العربية.
خامساً: التغيرات الإدارية الأخيرة التي شهدتها وزارة الثقافة والإعلام، والأوامر الملكية المالية التي ضخت الأموال في الاقتصاد المحلي.
مع هذه التطورات الخارجية والداخلية يتوقع أن تسترد بعض القطاعات، ومن ضمنها المؤسسات الإعلامية، بعضاً من عافيتها المالية والتسويقية والانتشار إذا طوّرت من أدواتها وعروضها، والانتقال السريع إلى الدوائر الجديدة التي بدأ المجتمع يتحلق حولها ويعتبرها مصادره، منها أجهزة الجوالات التي بدأت تستحوذ على مساحات الإعلام والإعلان.