«الجزيرة» - عبدالمحسن المطيري:
النقد هو وسيلة من وسائل عدة لعملية تهدف للبناء في مجالات عدة وليس السينما والفن فقط، هناك نقاد في مجالات عدة علمية واقتصادية وسياسية وبالطبع فنية، لا شك يجب أن يكون النقد بناء، موضوعياً، وغير مرتبط ببرابجندا آيدلوجية أو سياسية، كي يكون هادفاً، مفيداً، ومنعكساً بشكل إيجابي على المتلقي.
في الوسط السينمائي هناك صحفيون، نقاد، صنّاع أفلام، أكاديميون، مؤرِّخون. وللجميع الحق في مجال نقد وتحليل وتفسير العمل السينمائي، صحيح أن التفسير هو من اختصاص النقاد إذا أخذنا انطباع الجمهور وترقبهم حول المراجعات السينمائي، ولكنه اختصاص ليس حصرياً، بالتالي ليس حكراً على مجموعة دون أخرى، العديد من المهنيين من حولنا يبدعون في مهن أخرى، نجد الكثير حتى من المشاهير والأساطير يبدعون في مهن ليست من تخصصاتهم، بل هناك العديد من الرياضيين كان مبدعاً في مجال الممارسة الجسدية للرياضة، وعند تحوله للنقد الرياضي استمر في الإبداع، بالتالي النقد السينمائي لا يمكن اعتباره اختصاصي بحت.
ببساطة النقد الهدام الذي لا يفيد المخرج او الكاتب، على اعتبار أنه لا يقدم تفسيراً أو تحليلاً بناء عن سلبيات العمل السينمائي، وطبعاً الموضوعية مهمة في النقد لكي يكون بناء، والأهم هو تجرد الناقد من جميع المؤثرات من حوله، خصوصاً الآراء الأخرى حول أي عمل سينمائي، ويجب أن يكون الناقد مطلعاً على الظروف المحيطة بالعمل، تاريخياً كانت أو اجتماعية. ومن العدل أو لنقل من السنة المؤكدة في الوسط السينمائي أن يشاهد الناقد العمل أكثر من مرة قبل الكتابة عنه» إن أمكنه ذلك بالطبع».
الثقافة، الاطلاع المكثّف، تحديث الرؤية بالقراءة النوعية للكتب والمدونات والمراجعات السينمائية، المشاهدة المستمرة لأبرز الأفلام، والأهم هو معرفة تاريخ السينما ليس فقط الغربية منها، بل العالمية بشقها الشرقي والغربي. حسن اللغة، وأبجديات النقد، والأسلوب في الكتابة لها أيضاً أهميتها في دعم صفة الناقد على الأشخاص المعنيين.
للقارئ، أو المحب للسينما، هو أو هي من يحدد الناقد المتميز والمبدع من عدمه، نقاد مثل جين سيسكل، روجر ايبرت، سورين أندرسون، وهنري ألين، مايكل فيلبيس، وريشارد روبرت وغيرهم برزوا ليس من خلال نقاد آخرين، بل من خلال الجمهور الذي وثق منهم أولاً، وأستوعب ما يكتبونه من لغة سلسلة، محايدة، وغير نخبوية وبذلك برز نجمهم من خلال الجمهور وليس أكاديميات وكتب من نقاد آخرين، نستطيع أن نكون جميعاً نقاد مثل تماماً كوننا جميعاً مشاهدين ومتذوقين للسينما.