مدريد - د ب أ:
فيما نال أتلتيكو مدريد فرصة جديدة وجيدة للإطاحة بجاره ومنافسه العنيد ريال مدريد من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، تصب معظم الترشيحات مجددًا في صالح الريال قبل مباراة الفريقين المرتقبة اليوم الثلاثاء في ذهاب المربع الذهبي للبطولة. ويعكف الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو على إعداد لاعبيه لهذا التحدي الصعب، لكنه يدرك جيدًا أن المنافس أكثر عمقًا فيما يتعلق باكتمال الصفوف وقدرات اللاعبين الفنية والبدنية.
وأظهر الريال مدى قوة عمق فريقه خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك من خلال بزوغ نجم أكثر من لاعب، كانوا ضمن كتيبة الاحتياطيين؛ لتصبح البدائل بمنزلة عمق استراتيجي مهم للريال في هذه المرحلة من الموسم. ويأتي في مقدمة هذه البدائل المهاجم الخطير ألفارو موراتا الذي لا يتفوق عليه في متوسط الأهداف بمباريات الدوري الإسباني هذا الموسم سوى الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة. كما لفت كل من إيسكو وزميله ماركو اسينسيو (21 عامًا) الأنظار إليهما في كل مرة أُتيحت لهما الفرصة للمشاركة في مباريات الفريق. ولكن اللاعبين الثلاثة كانوا ضمن الاحتياطيين على مدار معظم فترات الموسم، ولم يستعن بهم الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال إلا لفترات محدودة في المباريات الكبيرة التي كان الاعتماد فيها دائمًا على الأساسيين. وينتظر أن يكون إيسكو ضمن التشكيلة الأساسية للريال في مباريات الغد فيما سيبدأ اسينسيو وموراتا المباراة على مقاعد البدلاء مجددًا.
ولا يمتلك سيميوني هذه البدائل والخيارات الثرية نفسها في أتلتيكو، وهو ما يبرر فارق النقاط العشر التي تفصله عن ريال مدريد وبرشلونة متصدري جدول الدوري حاليًا. وتتبقى للريال مباراة مؤجلة. وكشفت الاستعدادات لمباراة اليوم اختبارًا آخر لأتلتيكو، ومعاناته من البدائل المحدودة لدى سيميوني؛ إذ يعاني المدرب الأرجنتيني من غياب جميع البدائل الثلاثة في مركز الظهير الأيمن للإصابة. ويفتقد سيميوني كلاً من الظهير الأيمن الإسباني الدولي خوانفران وبديليه سيمي فرساليكو وخوسيه خيمينيز. علمًا بأن الأخير سيغيب عن صفوف الفريق أسبوعين بسبب إصابة بشد في العضلة الضامة. وفي المقابل، يتمتع زيدان بوجود بدائل عديدة ومتميزة في مركز قلب الدفاع. وقال مايكل ريشكه مدير الكرة بنادي بايرن ميونخ في مقابلة نشرتها صحيفة «إل بايس» مؤخرًا إن دانيال كارفاخال ظهير أيمن الريال «هو الأفضل في العالم بعد فيليب لام مدافع بايرن». وسجل البرازيلي مارسيلو هدف الفوز 2 / 1 للريال في مباراته الصعبة أمام بلنسية أمس الأول السبت، وذلك بتسديدة صاروخية في شباك دييجو ألفيش حارس مرمى بلنسية. وخاض مارسيلو حتى الآن عددًا من المباريات مع الريال أكثر من أي لاعب آخر في الفريق باستثناء سيرخيو راموس، كما فاز بألقاب 13 بطولة مع الفريق خلال 11 موسمًا حتى الآن. ومن خلال مراجعته الإصابات في الفريق نال سيميوني خبرًا سارًّا أمس الأول الأحد بوجود البلجيكي يانيك كاراسكو في التدريبات، وقد يصبح جاهزًا للمشاركة في مباراة الغد إذا اجتاز اختبار اللياقة. واعتقد كاراسكو أن فرصته في المشاركة بمباراة اليوم تلاشت بعد الإصابة في الكتف خلال مباريات فريقه أمام فياريال، ولكنه قد يسعد الآن في حال تأكدت مشاركته غدًا. وخسر أتلتيكو أمام الريال في نهائي دوري الأبطال عامي 2014 و2016، ويرغب في الرد على هذا بالتغلب على الريال في المربع الذهبي هذا الموسم. وفي دور الثمانية للبطولة نفسها عام 2015 تعادل الفريقان سلبيًّا على ملعب أتلتيكو ذهابًا، ثم فاز الريال على ملعبه بهدف نظيف، سجله المكسيكي خافيير (تشيتشاريتو) هيرنانديز. ويمتلك سيميوني أفضلية جيدة في مواجهة الفريقين هذا الموسم؛ إذ يخوض مباراة الذهاب اليوم على ملعب الريال، فيما يخوض مباراة الإياب على ملعبه الأسبوع المقبل؛ لتكون مباراة الإياب هي آخر مباراة أوروبية يخوضها أتلتيكو على ملعبه في استاد «فيسنتي كالديرون» قبلالانتقال لاستاده الجديد في الموسم المقبل. ويأمل سيميوني بأن يكون تاريخ مواجهات الفريقين سابقًا حافزًا للاعبيه على اجتياز عقبة الريال، وبلوغ النهائي للمرة الثالثة في آخر أربعة مواسم.