عبد الكريم الجاسر
** أي موضوع أو قضية أو مباراة لا يكون الهلال طرفاً فيها لا نجد أي اهتمام أو متابعة أو ردود أفعال.. حتى وإن كانت نهائية فإن الإثارة التي اعتدنا عليها في دورينا تغيب بغياب الهلال.. هذا هو الواقع الذي يؤكده الدوري حالياً بعد أن تم حسمه لمصلحة الزعيم.. حيث لم يعد هناك ما يستحق الذكر منذ زمن حسم الهلال اللقب بفارق من النقاط أصابت المتربعين في مقتل وأفقدتهم توازنهم بحيث لم يجدوا طريقاً للتقليل أو الغمز والهمز والتشكيك، ما جعل الأوضاع تتحول للهدوء والترقب والانتظار ويفقد معها هؤلاء وهجهم المعتاد. ولعل المباريات الأخيرة التي جرت في الدوري الأسبوع الماضي تعكس بوضوح هذا الأمر، فالهلال والهلال فقط هو المحرك الرئيس لكل الأحداث الرياضية صغيرها وكبيرها.. وكل الإثارة مرتبطة به حتى ولو أفقدت المنافسة أهميتها تبقى أهمية الهلال وحدها كما شاهدنا عندما لعب الهلال مع الوحدة، حيث نسي الواحدايون أنهم هبطوا وأن المباراة لا تفيدهم في شيء، ومع ذلك فإن احتجاجاتهم المتكررة واعتراضاتهم خلال اللقاء؛ لاعبين ودكة، تؤكد حقيقة واحدة أن اللعب أمام الهلال والفوز عليه لا علاقة له بالهبوط أو الصعود أو تحقيق الألقاب، فالفوز على الزعيم بحد ذاته بطولة.. فما حدث في لقاء الوحدة أشعرنا أن نقاط الهلال هي طوق النجاة للوحدة من الهبوط.. ولذلك فهم يعترضون ويحتجون ويجادلون الحكام في مباراة هامشية لا تقدم ولا تؤخر لولا وجود الزعيم فيها وكونها أمام الهلال.
** فعلاً الحياة تدب في الرياضة السعودية والمنافسات حين يكون الهلال طرفاً فيكثر المتابعون والشامتون والمشككون والناقمون وهكذا.. وهذه هي صفات الفرق الكبيرة التي يتطلع الجميع لمنافستها.. وبصراحة لم يكن للدوري طعم أو لون أو رائحة بعد حسمة الزعيم مبكراً وأصبحت المباريات تحصيل حاصل حتى وهي تحدد المراكز (باستثناء الهبوط) وحتى البرامج الرياضية فقدت بفوز الهلال بريقها و(حماسها) وتحديداً بعد الثلاثية الهلالية في مرمى الاتحاد التي أكدت صراحة أن الهلال وحيد في القمة وأن البطولة هلالية لا محالة.. ليتحول النقاش بعد ذلك إلى ريال مدريد وبرشلونة(!!) حيث لم يعد لديهم ما يقدمونه، ذلك أن بضاعتهم هي التشكيك والقيل والقال وهي الآن لم يعد لها مكان بعد أن حسم اللقب.. وبالتأكيد فإنها ستعود قريباً في كأس خادم الحرمين الشريفين لكن هل تصمد أم تلحق بالدوري وتموت بخروج الأهلي مثلاً؟!
الشلهوب تاريخ مقدر!!
* الكابتن محمد الشلهوب أسطورة من أساطير كرة القدم السعودية والهلالية على وجه الخصوص، نجم بنى لنفسه تاريخاً ناصعاً وسط أساطير الهلال، وفرض نفسه واحداً ممن يتوقف عندهم تاريخ الزعيم كثيراً.. وقد يكون الوحيد من اللاعبين السعوديين والهلاليين الذين اتفق الجميع عليهم وأحبوهم ومنحوهم ما يستحقون من ثناء وتقدير واحترام.. ولو تحدثت أياماً عديدة عن نجومية الشلهوب فلن نوفيه حقه.. لكن ما يعنيني في هذا المقام هو تاريخ هذا النجم الكبير وكيفية بقائه في أذهان الجماهير الرياضية طويلاً.. فالشلهوب يجب أن يعرف قيمة نفسه وتاريخه وما قدمه خلال السنوات الماضية، وبقاؤه حالياً بهذه الوضعية الهامشية في فريقه هو تقليل من تاريخه وتهميش لنجم كبير لا يليق بأن يبقى إلا نجماً ساطعاً كما كان.. وكرة القدم كما هو معلوم لها زمن ووقت لا بد من احترامه والتوقف عنده بحيث يفكر الشخص بجدية ومنطقية وعقلانية.. فمهما كانت صعوبة القرار ومراراته إلا أنه واقع لا بد منه ولا بد من مواجهته.. وبقدر نجاح الشخص باتخاذ قرار التوقف بقدر ما يترتب على ذلك من بقاء لسمعة وجهد اللاعب وتاريخه في أذهان محبيه.. وشخصياً أتمنى أن يفكر الشلهوب جيداً في هذا الأمر.. فهي كلمات صادقة أتمنى أن يأخذها بعين الاعتبار ويعمل ما يساهم في بقاء اسمه وتاريخه ناصعين في أذهان الجماهير إلى الأبد، فما قدمه لن يتكرر بسهولة ولن يحقق مستقبلاً ما يستحق التضحية بهذا التاريخ والاستمرار دون إمكانية الحفاظ على مستواه وتاريخه، وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي يتحوّل فيه (في هذه السن) للاعب عادي قد يكون غير مرغوب في استمراره، وعندها لن يكون هذا أمراً مقبولاً لمحبيه ومن يرون فيه أسطورة من الأساطير خلال سنوات مضت.
لمسات
** قبل جولة واحدة من ختام الدوري يبقى الخليج الأقرب لمرافقه الوحدة إلى الدرجة الأولى.. والقادسية للملحق ما لم تحدث مفاجآت.
***
** حين يلتقي الهلال بالنصر الخميس يجب ألا يعتقد الهلاليون أن النصر سيكون ضيف شرف في المباراة.. وأن الهلال سيفوز بسهولة حتى وإن كانت المباراة دون أهمية.. فالنصر يبحث عن الثاني ولنا في لقاء الوحدة الماضي أكبر مثال، وكيف تعامل لاعبو الوحدة مع المباراة.
***
** الجميع يتطلع للاحتفالية التي سيعدها اتحاد الكرة لتتويج البطل في النهائي.. مقارنة بالمواسم الماضية وكيف سيكون التتويج!