في فضاء «التويتر» يتم تناول الكثير من قضايا المجتمع الداخلية.. وكثيرًا ما يتم «هشتقتها»؛ ليدخل إلى «ساحة الهاشتاق» كل مؤيد ومعارض، من بينها آلاف الحسابات المجهولة من خارج الوطن، تشارك السعوديين حواراتهم بهدف «التأجيج والتهييج والإثارة»، ولا يتورع أصحابها عن التطاول على ثوابت الدين ورموز المجتمع، والتأليب على الدولة بهدف إشعال الجدل حول تلك القضايا، وإذكاء الخلاف بين السعوديين.. وما إن تنتهي قضية حتى نجد أنفسنا مع هشتقة جديدة لقضية أخرى، يثيرها بعض «الكتبة» في مقالاتهم من القضايا التي أشبعوها طرحا، ولكنهم يعودون إليها كلما وجدوا أنها أصبحت منسية، وهكذا دواليك.. وهو الدور نفسه الذي تلعبه «برامح حوارية» معروفة بقنوات فضائية، «تقتات» على القضايا المجتمعية لتكوين قاعدة جماهيرية، تستضيف عادة ضيوفًا دائمين، حفظ المشاهدون صورهم؛ ليفتوا ويصنعوا آراء شخصية حولها.
هذا الطرح للقضايا الاجتماعية عبر تلك الفضائيات الخاصة انتقل لفضائيات أجنبية مثل (BBC، قناة الحرة، DW الألمانية، أو على قناة RT الروسية، أو على قنوات أجنبية كـCNN، ومجلة الإيكونومست).. تستضيف ناشطات حقوقيات ونساء سعوديات، سمحن لأنفسهن بأن «يتحدثن باسم النساء السعوديات» وكأنهن أنبههن.. ولا تخلو أحاديثهن من قصص ملفقة لتشويه المجتمع السعودي، وبخاصة وضع المرأة السعودية، بما يجعل المشاهدين يعتقدون أنها تعيش في عصر من التخلف والعبودية، بينما يغضضن الطرف عما وصلت إليه من أن تكون «طبيبة وعالمة ومدرّسة وموظفة وإدارية وفي مناصب عليا كوكيلة وزارة، ونائبة وزير، وعضوات بمجلس الشورى والمجالس البلدية، وتشكل نصف عدد المبتعثين بالخارج».. وكثيرات يعشن حياتهن بحرية، يسافرن ويدرسن ويعملن دون قيود.. وإن كان هناك نساء يواجهن العنف الأسري، أو لديهن معوقات أسرية - وهن قلة - فإن هذا لا «يعمم» على المجتمع بأكمله؛ ففي كل المجتمعات يحدث للمرأة الظروف نفسها، ومن الظلم وصف المرأة السعودية في مجتمعنا بأنها مضطهدة ومسجونة ومكبلة بالدين والعادات، وكأنها محرومة من العمل والتعليم والسفر.. فتلك دعاوى باطلة لفئة من الرجال والنساء من أجل إحداث تغيير وفق رؤيتهم في المجتمع السعودي.. وعملوا على تشويه المجتمع السعودي في الفضائيات وكأنهم لا يعون أن للمرأة وضعها في المجتمع السعودي المحافِظ، بما يحفظ كرامتها وأنوثتها وحقوقها وحشمتها وحريتها وفق تعاليم الكتاب والسنة اللذين قامت عليهما البلاد؛ ولذلك فهم يستغلون قضية حقوق المرأة لإثارة قضايا «كإلغاء الولاية، أو السماح للمرأة بدخول الملاعب الرياضية، أو بأن تقود السيارة».. مع أنه لا أحد يعارض قيادتها السيارة مثلاً في القيادة ذاتها، لكن قد لا يكون المجتمع مهيأ حاليًا، والدولة تسعى إلى تحقيق ما يمكنه أن ينسجم مع الثوابت الدينية والمجتمعية، وجميعنا يعرف دولاً تعتز «بلغتها وبزيها وبثقافتها وبتقاليدها وبأعرافها وبقيمها الدينية».. ولا ينكر أحد عليها، إلا أن الأمر حينما يتعلق بنا فالطرح مختلف.
أما المشوهات لصورة المرأة السعودية في CNN فهن يعرفن الوضع المأساوي الذي تعيشه «المرأة في الغرب الذي لجأن إليه» للاستقواء بمنظماته وفضائياته على بلدهن، حتى استُغلت كجسد في سوق «النخاسة والدعاية والدعارة».. ولا يكاد تمر دقيقة - بحسب إحصائياتهم الأمنية - إلا ولديهم جريمة، ضحيتها امرأة، إما جريمة اغتصاب، أو قتل، أو انتحار.. فكان حريًّا «بالكونجرس الأمريكي» الذي يناقش وضع المرأة السعودية، ويدعي تمكينها، أن يناقش وضع المرأة الأمريكية. أما المرأة السعودية المسلمة فقد كفل الدين والدولة صونها.. ومع الأسف، لم أقرأ مقالاً أو أشاهد برنامجًا ردًّا على تخرصات الغرب تجاه بلدنا أو المستقويات به.. «فلنع ما يحاك للوطن».