يوسف بن محمد العتيق
من الكلمات التي يرددها البعض عند رؤية كتاب من تأليف أحد المشاهير من رجال الأعمال أو رجالات الدولة أو قصيدة نشرت له فيقول: إنها قد كتبت له ،أو القصيدة كتبها احد الشعراء من جلسائه!!
تذكرت هذه الجملة (أو التهمة) وأنا أطالع دراسة كتبها أحد الباحثين العراقيين قبل عدة سنوات ونشرت تحت عنوان: (التجار.. مكانتهم ومساهماتهم الحضارية في الدولة العربية الإسلامية....).
مؤلف الكتاب عمار الجميلي وضع فصلا مهما في كتابه عن مساهمات التجار الفكرية في الدولة العربية الإسلامية، وقدم عشرات الأسماء لتجار خدموا المشهد الثقافي بفكرهم لا ما لهم.
فمنهم من كان يؤلف في أحد التخصصات وفي الوقت نفسه يتاجر في بيع الكتب وشرائها، ومن المؤلفين الكبار من كان متخصصا في بيع الأحبار وأدوات الكتابة، وهكذا الكثير من المشاهير في مجال الثقافة والأدب قديما.
وتاريخنا حافل بالأمراء والأعيان الذين أبدعوا في مجال الشعر ولهم قصائد سيارة.
وهنا أنا لا أنفي أن بعضا من ميسوري الحال قد ينشر اسمه على كتاب، أو تكتب قصيدة باسمه، لكني أؤكد أن الكتابة والشعر موهبة قد تجتمع مع الثراء، والشواهد كثيرة على ذلك، فليس من المناسب ولا من الحكمة في شيء أن نربط بين حالة الإنسان المادية أو الاجتماعية واهتماماته الثقافية وأنه قد اشترى كل ما كتب باسمه.