سلطان المهوس
يقول المهندس طارق التويجري المستقيل من إدارة الاحتراف، إنّ نائب رئيس اتحاد الكرة والأمين العام كانا معه بترك إدارة الاحتراف تتخذ قراراتها بشأن قضية عوض خميس لكن هناك من رفض ذلك؟؟.
لا يهمني من رفض رغم وضوح المقصود بقدر قلقي من اتجاه العمل المؤسسي الذي بشّرنا به رئيس اتحاد الكرة عادل عزت، إلى ممارسة ديكتاتورية تصل حد اقتلاع جذور أساسات إدارة القرار وصلاحياته، والتمسك بسلطة «الرئيس» الذي لا أحد يستطيع القفز على قناعاته.
كانت فرصة ذهبية لاتحاد الكرة ليكشف أن ناديي الهلال والنصر في ميزان اللوائح والنظام لا يختلفان عن أي نادٍ بالمملكة، تماماً كما هو الحال في كل الاتحادات التي تحترم الأنظمة وتعزز هيبتها، والجميع يدرك أن القضية لو لم تكن بين الهلال والنصر لانتهت بقرار خلال أسبوع.
ربما نلتمس العذر لاتحاد جديد لم يعتد العمل الكروي داخل المكاتب والمسؤوليات المباشرة، لكن من الواضح أن الارتباك كان سيد الموقف، بل حتى الخطاب الإعلامي لم يكن بالصورة الاحترافية والذكاء، وكانت التسريبات المتلاحقة تثبت أن «الشق أكبر من الرقعة».
انتهت الأمور بإعادة الأمور للحد الأدنى من نصابها، وكان الأمر درساً بليغاً في كيفية إدارة الأزمات إن كان الاتحاد اعتبرها كذلك.
نقضنا أمام محكمة الكأس قرار الفيفا وأجبرنا العراق على اللعب بجدة.
لم يكن عاراً على الفيفا بل ممارسة ديموقراطية مستمرة، وكان على اتحاد الكرة أن يعلن قراره دون أن يخسر إدارة احتراف كاملة بكوادرها، وعلى المتضرر ممارسة حقه بالتقاضي كما فعلنا مع الفيفا ونجحنا.
الأمانة والإخلاص والدافعية والرغبة الحقيقية للنجاح، كلها عوامل متوفرة بفريق عادل عزت، لكن قوة الشخصية يجب أن تكون أقوى مما شاهدنا، وكذلك الإيمان بديموقراطية القرار وتبعاته، فهكذا هي الكرة وشؤونها بكل العالم.
صنعنا أزمة من لا شيء
أعطينا انطباعاً بالخوف والتردد والتباين والاختلاف، وما يجب فعله الآن هو ممارسة صلاحيات القوة، فلسنا أفضل وأقوى وأخبر من الفيفا الذي كسرنا قراره، كما أن الذكاء الإعلامي المفقود والارتهان للتسريبات عواقبه وخيمة جداً، وهو ما يحتم على «عزت» إقفال منابعها والسعي لتجويد إدارة القرار وهو كفء مع زملائه لتطوير كرتنا السعودية، ومازالت الثقة فيهم كبيرة وانتقادهم لا يمنع من مليون تحية لنجاحاتهم الاستثمارية والقادم امتحان أكبر.
قبل الطبع:
القائد الشجاع غالباً لا يحتاج مساعدين