سعد الدوسري
البهجة مرفوضة، ومَنْ يدعو للبهجة، مرتكب للمعصية.
إن حالة الرفض الشديدة المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي لكل ما يدعو للفرح والتفاؤل، تجعلنا نقرأ التصريحات الأمنية الرسمية، على أنها قريبة جداً من الواقع. هؤلاء الذين ينشرون ثقافة الإحباط، هم أعداء للوطن وللوحدة الوطنية، وبالتالي، فهم أعداء للدور الوطني في خدمة الحرمين الشريفين، وفي نشر الوسطية والاعتدال بين المسلمين، في كل أرجاء المعمورة.
هل يجب أن يكون المسلم متشنجاً ومتجهماً، داعياً للكآبة وللكراهية، رافضاً التواصل مع الآخرين، منعزلاً داخل أفكار متشددة وغير متسامحة؟!
هل هذا هو المسلم الحق؟!
كلنا نعرف أن كل تلك الصفات لا تليق بالمسلم، مما يعني أن من يحاول أن ينشرها على أساس أنها السمة الإسلامية، فإن له أهدافاً لا علاقة لها بالإسلام، أهدافاً تدميرية للدين وللمجتمع. وعلينا إذاً أن نحذر من هذا التوجه الراهن، لنشر الخيبات والتشاؤم والسوداوية، لأنها إذا انتشرت صار من السهل قبول كل الاتهامات الموجهة ضد الوطن، باسم الدين. علينا أن نعمم حالة الحوار الإيجابي، والتعاطي مع كل ما هو جديد، على أنه محاولة لخلق آفاق رحبة، لحياة أجمل، ولفرص أكبر.
إن الشتائم الموجعة، والأدعية المخجلة، التي ينالها كل مَنْ يحاول نشر التفاؤل والإيجابية، في وسائل التواصل الاجتماعي، تدل دلالة واضحة على أن أصحاب أجندات التخريب، مجدون ومجتهدون بعملهم.