حوار - زيد السبيعي / تصوير - سامي الفيفي:
أوضح وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي الدكتور محمد بن سعيد العلم، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين، الذي تنظمه الجامعة برعاية معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، في الفترة من 6 - 8 / 8 / 1438 هـ، أوضح أن عمل لجان المؤتمر يسير وفق الخطة المرسومة للاستعداد له، مؤكداً أن المهام وزعت على اللجان، واستكمل العمل الجاد برؤية تكاملية من أجل تقديم المؤتمر كنموذج متميز تفتخر به الجامعة. وأضاف العلم بأن المؤتمر سيقوم على إبراز العلوم العربية والإسلامية ومساهمتها الكبيرة في بناء الحضارة الإنسانية الحديثة، مشيراً إلى أنه سيشهد مشاركات كبيرة من مختلف دول العالم، والتي ستعود بالنفع خلال الفترات المقبلة، متطرقاً للعديد من المحاور في الحوار التالي:
* في البداية د. محمد، حدثنا عن فكرة إقامة المؤتمر العالمي لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين.
المؤتمر ينطلق من رؤية تتمثل في الريادة والتميز في إبراز دور تاريخ العلوم العربية والإسلامية محليًا وإقليميًا وعالميًا في مجالي العلوم التطبيقية والطبية، والمساهمة في إبراز دور العلماء العرب والمسلمين الفاعل في بناء الحضارة الإنسانية الحديثة، وبيان الجهود العالمية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في نشر العلوم العربية والإسلامية من خلال البحث العلمي والتعاون مع المؤسسات العلمية ذات العلاقة.
وهذا المؤتمر يعد الأول من نوعه الذي يعقد بمشاركة متخصصين من مختلف دول العالم سيثرونه بالعديد من المشاركات الفعالة التي ستكون خير داعم للمعهد خلال الفترة المقبلة، وجامعة الإمام سباقه دائماً في تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تعتبر جزءًا من رسالتها في العناية بالتراث الحضاري للعرب والمسلمين، علماً أن المؤتمر سيكون باللغتين (العربية والإنجليزية).
* وإلى ماذا تهدف الجامعة من إقامته؟
تهدف الجامعة من هذا المؤتمر إلى تحقيق غايات رؤية المملكة (2030) عبر تفعيل اتجاهاتها نحو إبراز العمق التاريخي للمملكة بوصفها ارتكازا رئيسيا للفعل الحضاري عربياً وإسلامياً على مر العصور، وإلى بيان العوامل المؤثرة في نشأة العلوم التطبيقية والطبية وتطورها عند العرب والمسلمين، بالإضافة إلى إبراز إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم التطبيقية والطبية، والكشف عن تأثير إنجازات علماء العرب والمسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية، فضلا على تعزيز التواصل بين العلماء والباحثين المهتمين بتاريخ العلوم العربية والإسلامية، بالإضافة إلى تأكيد الرسالة العالمية للمملكة من خلال الاهتمام بمنجزات العرب والمسلمين في مجالات العلوم ونشرها، والتعرف على المؤثرات التي ساهمت في تقدم العلوم العربية والإسلامية، والكشف عن إنجازات العلماء العرب والمسلمين وما حققوه من إبداع علمي متميز، وإبراز أثرهم على الحضارة الإنسانية، والعمل على إيجاد أبحاث علمية جديدة، موضوعية ومنهجية رائدة في مجال تاريخ العلوم العربية والإسلامية، والكشف عن مراحل تطور العلوم العربية والإسلامية في جميع ميادينها وفروعها الطبية والتطبيقية.
* هل سيكون هناك معرض مصاحب للمؤتمر؟
نعم، سيكون هناك معرض مصاحب يعرض فيه أهم المنجزات والابتكارات التي قدمها العرب والمسلمون في كافة العلوم التطبيقية ودورها في تغيير خارطة هذه العلوم التطبيقية
* كيف تثمنون رعاية وزير التعليم للمؤتمر العالمي الذي يقام لأول مرة؟
لاشك أن رعاية وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى للمؤتمر تأتي ضمن اهتمام الوزارة الدائم بدعم الأنشطة والبرامج العلمية في الجامعة بشكل خاص والجامعات السعودية بشكل عام، والتأكيد على دور الجامعة ومسؤوليتها العلمية والاجتماعية والوطنية، وهذه الرعاية بكل تأكيد تزيد علينا المسؤولية لتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة والسعي إلى نجاح المؤتمر الذي نجح بهذه الرعاية.
* كيف ترى أهمية موضوع المؤتمر؟
إن عقد هذا المؤتمر العالمي لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين جاء انطلاقا من مكانة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الريادية وبحكم موقعها العالمي وأهميتها العلمية للقيام بمثل هذا الدور؛ كما أنها تعكس صورة من صور مواكبة التطور المعرفي في هذا المجال، إضافة إلى أنه أحد وسائل تعزيز رسالة الإسلام الحضارية لدولتنا الرائدة المملكة العربية السعودية، وجامعتنا المتقدمة بما يدعمها نحو تحقيق الريادة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما سيكون المؤتمر فرصة لتواصل الجامعة مع أهل الاختصاص، ليس فقط في الجامعة بل مع المتخصصين والمهتمين بتاريخ العلوم والمعارف الإنسانية في أرجاء المعمورة كافة.
* ما محاور المؤتمر الرئيسية؟
المؤتمر يرتكز على أربعة محاور أساسية، الأول: العوامل المؤثرة في نشأة العلوم التطبيقية والطبية وتطورها عند العرب والمسلمين، بينما المحور الثاني سيتحدث عن إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم التطبيقية، في حين سيشدد المحور الثالث على إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم الطبية.
أما المحور الرابع فسيتناول "تأثر إنجازات علماء العرب والمسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية"، وهذه المحاور اختيرت بعناية كبيرة من قبل اللجنة العلمية التي حرصت على تغطية كافة جوانب المؤتمر.
* كم ورقة علمية مشاركة في هذا المؤتمر؟
المؤتمر سيشهد طرح ومناقشة عدد من البحوث وأوراق العمل التي أعدها نخبة من الخبراء والباحثين من داخل المملكة وخارجها، إذ قدم للمؤتمر أكثر من (333) طلباً للمشاركة، وخضع منها (146) بحثاً لتحكيم اللجنة العلمية بالمؤتمر وقبولها
* ومن هم أبرز المتحدثين الرسميين؟
يحفل المؤتمر بحضور 38 متحدثاً رئيساً يتقدمهم البروفيسور رشدي راشد من المركز الوطني للبحث العلمي في باريس، وكذلك البروفيسور أحمد جبار من جامعة العلوم والتقنية في مدينة ليل الفرنسية، وأيضا البروفيسور عبدالله حجازي من جامعة الملك سعود، والبروفيسور سليم الحسني من جامعة مانشستر والمؤرخ التراثي المعروف أحمد فؤاد باشا وغيرهم.
* ما مدى الفائدة التي سيجنيها طلاب الجامعة من هذا المؤتمر وما يطرح فيه؟
أعتقد بأن الطلاب سيرون العديد من المواضيع التي قد تغيب عنهم ولم يسمعوا عنها، وكذلك ما سيقدمه المعرض عن دور العرب والمسلمين في العلوم ومدى النجاحات التي وصلوا إليها وساهمت في رقي وتطور تلك العلوم التطبيقية، كما تحرص الجامعة دائماً على تسلح الطلاب بالعلم والمعرفة المتجددة وإثراء الجوانب المعرفية لديهم، لنتطلع منهم مستقبلاً إلى تقديم بحوث ومشاركات قد تكون هي حصيلة ما تعلموه وشاهدوه خلال تلك المؤتمرات ومنها مؤتمر تاريخ العلوم التطبيقية والطبية للعلماء العرب والمسلمين.
كما أن هناك العديد من الطلاب المشاركين في مختلف لجان المؤتمر وهذا يعتبر جزءا هاما للطالب ليكتسب الخبرة وتحمل العمل والثقة في النفس، وهذا ما تحرص عليه الجامعة من فتح المجالات للطلاب والطالبات للمشاركة في المؤتمرات التي تنظمها الجامعة والحراك العلمي على مدى العام الدراسي.
* ما آخر استعداداتكم قبل بدء المؤتمر؟
تم وضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر، ونأمل من الله تعالى أن يعيننا على الظهور بالشكل الذي يليق بسمعة وعراقة جامعة الإمام ومكانتها الريادية في إبراز دور تاريخ العلوم العربية والإسلامية محليًا وإقليميًا وعالميًا في مجالي العلوم التطبيقية والطبية.
* ماذا عن المشاركة النسائية في المؤتمر؟
سيكون للمرأة مشاركة كبيرة في هذا المؤتمر حيث سيشارك فيه 38 باحثة من داخل المملكة وخارجها ضمن أكثر من 146 مشاركا اعتمدت اللجنة العلمية أعمالهم وفق الضوابط والمعايير المعلنة، والمرأة دائماً مشاركة بشكل جيد في المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش التي تقام في الجامعة وفق الضوابط الشرعية، وللأمانة مشاركتهن فعالة ومثرية في نفس الوقت.
* ما دور الجانب الإعلامي في إبراز المؤتمر؟
تم وضع لجنة إعلامية برئاسة الإعلامي المعروف الأستاذ سعيد الدحية عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام والاتصال وفريق العمل الذي معه وجميعهم من طلاب الجامعة وتحديدا من كلية الإعلام والاتصال، وقدموا عملا مميزا خلال الفترة الماضية وينتظر منهم عمل كبير خلال الأيام المقبلة التي تحتاج تضافر جهود الجميع خصوصاً من الجانب الإعلامي المهم، والشيء الإيجابي إعطاء الشباب فرصة واسعة للعمل لكي يثبتوا أنفسهم تحقيقاً لرؤية المملكة، والشباب السعودي كما ذكرت سابقاً يحتاج للفرصة والثقة لكي يبدعوا، وجامعة الإمام سباقة في هذا الموضوع حيث تهتم بمشاركة الطلاب في تنظيم المؤتمرات والتغطيات وغيرها.
كما تم إنشاء موقع إلكتروني للمؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية http://units.imamu.edu.sa/Conferences/ICHAMS/Pages/default.aspx، وكذلك إنشاء بريد إلكتروني للمؤتمر ichamsam@imamu.edu.sa، وأيضا إنشاء حساب للمؤتمر في وسائل التواصل الاجتماعي @CDAMS_imam.
* كلمة أخيرة ؟
أختم حديثي بالقول إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحرص أن تكون سباقة دوماً إلى دعم المسيرة العلمية والبحثية في المملكة بما يحقق ر ؤى وتطلعات القيادة الرشيدة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ولسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهم الله -، كما أشكر كل العاملين في الجامعة وعلى رأسهم معالي مدير الجامعة، واللجان العاملة بالمؤتمر وحرصهم الداعم والمستمر للظهور بالشكل المناسب.