عبد الله باخشوين
أبسط حقوق الإنسان الذي تعرَّض للظلم دون وجه حق، وانتُزعت منه حياته الطبيعية التي يعيشها بقية عباد الله قانعين، بما فيها من فقر ومعاناة وجهد وكفاح، فرضتها سُنة الله لحياة عباده؛ فهو - سبحانه - الذي وزَّع أرزاقهم بين فقر وغنى.. وهو - سبحانه - الذي يدبِّر الأمر، ويقضي حوائجهم.. دون تدخُّل ظالم أو معتدٍ.. أبسط حقوق المظلوم أن يستعيد كل حقوقه التي سُلبت منه، والتي أهمها حقه في العيش الكريم الحر راضيًا محتسبًا وقانعًا بما قسمه الله له.
ولا نريد أن نتحدث عن (حقوق الإنسان)؛ لأنني أعرف أن تطبيقها في أي مكان أمرٌ مستحيل، لكنه نسبيٌّ جدًّا.. وإن كنا سنقترب قليلاً من الإيضاح عندما نتحدث عن وضع الإنسان اليمني الذي سلبه المخلوع صالح بالتحالف مع عملاء ملالي إيران كل حقوقه.. لولا جهود الملك سلمان التي نظرت للإنسان اليمني بعين الأخوّة والجوار.. ووضعته في مقام الشقيق بتسهيل حق الإقامة والعمل.. وقدَّم من خلال المؤسسات الإنسانية التي أنشأها معونات كبيرة ودورية لكل المواطنين اليمنيين الذين يعيشون في الداخل تحت وطأة الحرب الظالمة التي تخوضها قوات الظلم المتحالف، التي تسببت في الدمار والقتل والتشريد لأناس مسالمين، لا ناقة لهم في أطماع الحوثي وصالح ولا جمل..
ولو ابتعدنا قليلاً لننظر لواقع الحال الذي وصل إليه المواطن السوري، الذي خرج ليجوب أصقاع الدنيا بحثًا عن مأوى آمن.. سنجد سوريين من كل الديانات والمذاهب، ومن كل فئات الأعمار، خرجوا حبًّا في الحياة بعد أن أدركوا أنها ستكون (الوقود - والرماد) لنار حرب ظالمة، يخوضها أصحاب المصالح المدنية والدينية والدولية.. بسبب عدم احترام بشار الأسد للقانون الدولي.. وامتناعه عن ترك السلطة التي ورثها عن أبيه دون وجه حق.
أما إذا عدنا لما بدأنا به فإننا لن نتحدث عن مواطني دول تعرضت للحرب والتدمير.. ولكننا سنتحدث عن مواطني دول يسودها الأمن والاستقرار، ويقودها رجال يعرفون الله، ويلتزمون بأداء واجباته وحقوقه.. دول يقودها رجال أحبهم شعبهم، ودان لهم بالولاء والطاعة.. ولم يغفل أولئك القادة عن بذل الغالي والنفيس في سبيل رفع الظلم وإقرار العدل أمام الخالق والعباد.
هذه الدول لا تخلو من حالات شاذة أو خاصة أو استثنائية، تعرَّض فيها بعض الناس للظلم..
ظلم يمكن أن نقول عنه إنه (ظلم شارد)، لم تصل أخباره وفحواه إلى أصحاب القرار القادرين على إزالته بمثل لمح البصر واضعين نصب أعينهم حقوق الخالق سبحانه.. وإيمانهم وحبهم لوطنهم وإخلاصهم له.. ويقينهم بحب شعبهم لهم؛ لما يبذلونه من جهد مخلص وأمين، يهدف للارتقاء بشأن دولهم بين كل دول (العالم الأول).