نظمت اثنينية الذييب الأسبوع الماضي محاضرة بعنوان «واحات العلوم والتقنية سبيل الابتكار والتطوير»، وقدم المحاضرة الدكتور سعيد بن محمد الهاجري، المتخصص والباحث في مجال العلوم التقنية والإلكترونية.
في بداية المحاضرة قدم الدكتور سعيد شرحاً مفصلاً عن مفهوم الواحات التقنية حيث أكد أن الدور الأساسي لهذه الكيانات هو دعم وتأهيل الكوادر المتميزة وتبني المواهب العلمية الباحثة عن فرص لمزيد من التعلم والتطوير الذات بالشكل الذي يخدم المجتمع والدولة بشكل عام.
وضرب الدكتور الهاجري مثلاً بأحد ضيوف الاثنينة وهو الدكتور علي ضميان العنزي والذي استعرض نظريته الجديدة «السمنة الإخبارية»، وكان الدكتور العنزي قد نوه إلى إن مثل هذه النظريات في بداياتها تحتاج إلى كثير من الدعم والتأييد المادي والمعنوي، وقال: «مثل هذه النظريات تحتاج إلى تمويل مادي من أجل أن تستكمل الدراسات وتكتمل النظرية. وهنا يأتي دور واحات العلوم والتقنية حيث تقوم بتمويل مثل هذه النظريات حتى ترى النور».
وهناك الكثير من الواحات التقنية بالمملكة منها واحات الملك سلمان للعلوم والمنتشرة في مختلف أنحاء الرياض بهدف دعم روح الابتكار والتنافس بين الطلاب والدارسين. وتتمحور الفكرة حول مبدأ التعليم بالترفيه لتنمية قدرات الابتكار والبحث العلمي، وهي بديل لمكتبات الأحياء التقليدية، حيث سيتمكن الأطفال واليافعون من ممارسة العديد من الأنشطة داخلها، وكذلك لتحفيز جميع فئات المجتمع، وخصوصًا الأطفال والشباب على الاهتمام بالعلوم والتطبيقات التقنية، من خلال برامج ومعروضات تفاعلية مشوقة لدعم المعرفة العلمية.
وشرح الدكتور سعيد الفرق بين واحات العلوم وما يسمى بالواحات الكبرى للتقنية حيث تضم الأخيرة مجموعة من العلماء في مختلف التخصصات ويكون دورها هو تحويل النظريات العلمية إلى واقع عملي بحيث تصبح النظرية أداة فاعلة لتطوير المجتمع في إطار من التفاعل بين أفراد المجتمع وبين الواحات، الأمر الذي يزيد من ارتفاع المستوى العلمي والتثقيفي لدى المواطن، ما الواحات التقنية فيقتصر دورها على تشجيع النظريات والدراسات الجديدة وتقديم الداعم اللازم لتصبح نظرية يمكن تنفيذها.
وقال الدكتور سعيد: «تعتمد فكرة الواحات في الأساس على المبادرات الحكومية، ومن أمثلتها في المملكة مدينتي الجبيل وينبع الصناعية، ودعمت الحكومة المدينتين حتى أصبحتها من أهم الوجهات المؤثرة اقتصادياً حول العالم». وتحرص الحكومات عادة على إنشاء واحات العلوم والتقنية بهدف تغيير أنماط الحياة لدى المواطنين وطريقة عملهم واكتسابهم للخبرات وكذلك الحصول على فرص وظيفية أكبر وأفضل».
في نهاية الأمسية تقدم حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور الهاجري على محاضرته المفيدة والشيقة. بعد ذلك قدم له درعاً تذكارية كضيف محاضر في اثنينية الذييب.