«الجزيرة» - عبد الرحمن المصيبيح / تصوير - التهامي عبد الرحيم:
عبّر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض عن سعادته وامتنانه لرعايته حفل تخريج الدفعة السادسة من طلاب جامعة دار العلوم مساء أمس، ونحن نتشرف بوجودنا اليوم في هذه الجامعة العريقة التي أثبتت وجودها، وأنا قد حضرت معها 3 دفعات من الخريجين، حيث أجد كل مرة أفضل من الأخرى أجد أعدادا متفوقة تخصصات عالية، لذلك أسجل شكري وتقديري لمجلس أمناء الجامعة وأعضائها، وأخص بالشكر الاستاذ عبد العزيز التويجري وكذلك الزملاء من أعضاء هيئة التدريس.
وأكَّد سموه حرص الدولة واهتمامها بالعلم وطلابه وأن جميع الشعب متعلم يستفيد من تلك الإمكانات خدمة للعلم وأهله، وهذا الرؤية تتحقق يوماً بعد يوم ونسير في ظلها بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد. وطالب سموه رجال المال والأعمال أن يجددوا ثقتهم في المواطن والشاب السعودي، وأن يمكنوا من العمل ويجب أن يفضل على غيره، لأن هذا هو وطنه.
وشدد سموه على وجود التخصصات التي يحتاجها السوق المحلي، وكرر سموه التهنئة للخريجين وتمنى لهم التوفيق.
وكان سموه قد وصل إلى مقر الحفل، حيث يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، حيث كان في استقبالهما الاستاذ عبد العزيز بن علي التويجري رئيس مجلس الأمناء، ومدير الجامعة الدكتور خالد الحمودي ووكلاء الجامعة وأعضاء هيئة التدريس وأولياء أمور الطلاب، وبعد أن صافح سموه كبار مستقبليه أخذ مكانه في الحفل ليبدأ بآي من الذكر الحكيم.
كلمة مدير الجامعة
بعد ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور خالد الحمودي كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بسمو الأمير وسمو نائبه.
وقال الحمودي في كلمته: تفخر جامعتنا الفتية جامعة دار العلوم في هذا المساء المبارك من يوم الأحد الرابع من شعبان من عام 1438هـ الموافق الثلاثين من أبريل لعام 2017م بتخريج الدفعة السادسة من طلابها والبالغ عددهم أربعمائة خريج في مرحلة البكالوريوس والماجستير من ثلاث كليات هي: كلية الحقوق وكلية إدارة الأعمال وكلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي، وفي السنوات القريبة القادمة - إن شاء الله - سينضم لقوائم خريجي هذه الكليات زملاؤهم من كلية الطب البشري، وطب الأسنان كما ستحتفل الجامعة مساء الغد - إن شاء الله - بتخريج الدفعة السادسة من خريجاتها في حفل خاص بهن.
ومضى في كلمته قائلاً: إننا نسعدُ في هذه الأمسية المباركة بتدشين صاحب السمو الملكي راعي الحفل للمبنى الجديد لكلية طب الأسنان، والمبنى الجديد لكلية الهندسة المعمارية والتصميم الرقمي.
وبنهاية حفلنا ستوقع الجامعة اتفاقية تعاون مع البنك السعودي الفرنسي في مجال خدمة المجتمع والتي توليها الجامعة اهتماماً بالغاً.
إننا ونحن نلتقي في رحاب هذه الجامعة المباركة للاحتفاء بكوكبة من أبنائنا الخريجين، وتقديمهم إلى ساحات العمل فإننا ننتظر منهم المساهمة الفعالة في مسيرة النماء والبناء لهذا البلد الأمين، مؤكدين أنهم الثروة الأهم للتنمية والحصن المنيع للوطن وأمنه.
وخاطب الدكتور الحمودي الخريجين قائلاً: إن لكم في هذا اليوم آمالاً قد تحققت، وطموحات قد تجسدت، فارفعوا أيديكم شكراً لله على هذا النجاح، وقد وصلتم إلى هذه المرحلة بتوفيق الله ثم برعاية كوكبة من أعضاء هيئة التدريس الذين اجتهدوا في بذل العلم والتعليم والتدريب، وها أنتم اليوم ثمرة تلك الجهود فلهم منكم ومني كل الشكر والتقدير.
وإنني أوصيكم بتقوى الله - عز وجل - ثم شكر النعم التي أنعم الله بها علينا في هذا الوطن الغالي، وألا تنسوا حق الوطن عليكم، وأن تحافظوا على مكتسباته وأمنه وأن تكونوا حصناً منيعاً ضد كل من يحاول أن ينال من ديننا، ووطننا وحكومتنا الرشيدة.
ولا تنسوا أن جامعاتكم جامعة دار العلم قد بذلت كل ما في وسعها من أجلكم، فلتبق صلتكم بالجامعة بعد التخرج وثيقة علاقة الود بينكم وبينها موصولة.
كما أجد أن الفرصة مناسبة لكي أوجه أجمل تهنئة لأهالي أبنائنا الخريجين وأخص بالتهنئة للآباء والأمهات على هذا الإنجاز الذي تحقق لأبنائهم جعلهم الله قرة عين لكم وسددهم وأرشدهم.
ورفع الدكتور الحمودي باسم الخريجين وباسم منسوبي الجامعة أصدق معاني الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهم الله جميعاً على ما يبذلونه في سبيل راحة أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات.
كما أرفع أسمى آيات الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على رعايته لهذا الحفل وبدعمه للجامعة في جميع مناسباتها، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض لتشريف هذا الحفل فحضور سموه ومشاركته شرف لنا في الجامعة.
وأقدم في ختام كلمتي الشكر والتقدير لزملائي منسوبي عمادة القبول والتسجيل وشؤون الطلاب، والشكر موصول لجميع إدارات الجامعة المشاركة بالإعداد لهذا الحفل.
أسأل الله العلي القدير أن يديم على الجميع الأفراح ويبارك لكم في النجاح، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ومكيدة، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
كلمة البنك السعودي الفرنسي
بعد ذلك ألقى الدكتور منير بن محمد خياط كلمة البنك السعودي الفرنسي قائلاً: يشرفني أولاً أن أهنئكم والشعب السعودي الكريم بنهج الحزم والعزم ومسيرة النهضة تحت ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، متمنيّاً لهم التوفيق والسداد.
إن الدولة - أيدها الله - وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين ترى أن المواطن هو الاستثمار الأمثل والرافد الأهم في عجلة التنمية ولا يخفى على سموكم الكريم أن الشباب هم عماد الوطن وأهم عناصر التنمية.
ونلتقي اليوم في هذا اللقاء المبارك تحت الرعاية الكريمة، رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز والذي يشرفنا برعايته الكريمة واهتمامه وحرصه الدائم على حضور كل ما يخص شباب هذا الوطن وليشد على أيدي الشباب وهم يودعون مقاعدهم الدراسية ليستقبلوا حياتهم العملية ويبدؤوا ببناء مستقبلهم الوظيفي، مستندين الى رصيدهم من العلم والمعرفة والطموح ليكونوا عنصرا فعّالا في المجتمع قادرين على دعم مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها مملكتنا الحبيبة في ظل قيادتنا الحكيمة.
أود التأكيد على أن إتاحة فرص العمل للخريجين والخريجات، هو واجب وطني، ينبغي على كل مؤسسات الأعمال الإسهام فيه - كل حسب طاقاته وقدراته - وصولاً لتحقيق أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للدولة، والمتمثل في توطين الوظائف وتوفير حياة كريمة للمواطنين، مما يُعدُّ ركيزة أساسية لتحقيق رؤية 2030 عن طريق دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية وتأهيل وتوظيف الطاقات الشابة في مختلف الأعمال، وقد أثمرت رؤية 2030 عن الكثير من الإنجازات الإيجابية التي تصب في مصلحة المواطن ولعل من أبرزها الأوامر الملكية التي أصدرها سيدي خادم الحرمين الشريفين يوم السبت والتي تتضمن عدة قرارات شملت إعادة جميع البدلات والميزات المدنية إلى موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، وصرف راتب شهرين للمشاركة في الصفوف الأمامية في (عاصفة الحزم) و(إعادة الأمل) وغيرها من القرارات الحكيمة، مما يدل على قوة الاقتصاد الوطني وتحسّن المستوى المالي للإيرادات العامة.
وتحدث د. خياط عن توجه البنك السعودي الفرنسي، فقال: إن التوجه الاستراتيجي للبنك في قطاع الموارد البشرية بالبنك، يقوم على سعيه الدائم نحو دعم الكوادر البشرية وزيادة نسبة السعودة في كافة قطاعات البنك وأقسامه، وتسخير كافة الإمكانيات التي من شأنها إنشاء جيل قادر على تحمل المسؤوليات الشخصية والوطنية، حيث يمثل الاستثمار في تنمية الموارد البشرية حجر الأساس في تنمية وازدهار الأمم، ولله الحمد تم تحقيق زيادة في نسبة السعودة من 80 في المئة إلى 90 في المئة ونسعى - بإذن الله - لزيادة هذه النسبة وتأكيد دور البنك في خدمة المجتمع ودعم التوطين.
وقد توجت جهود البنك بعدة جوائز من أبرزها:
- جائزة أفضل مبادرات التوطين لعامي 2015 و2016
- جائزة أفضل بيئة عمل سعودية لعام 2016
- جائزة الخيار الأول للموظفين.
وقدم في ختام كلمته الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في دعم الخريجين ليصلوا إلى النجاح وتحقيق أهدافهم، وإلى جميع القائمين على إنجاح هذه الفعالية المتميزة والبناءة، كما أشكر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز والشكر موصول كذلك لمعالي الاستاذ عبد العزيز بن علي التويجري رئيس مجلس أمناء جامعة دار العلوم، معالي الاستاذ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الحمودي مدير جامعة دار العلوم.
بعد ذلك دشّن سموه مشروعات مباني كلية طب الأسنان وكلية الهندسة والتصميم الرقمي لتبدأ بعد ذلك مسيرة أعضاء هيئة التدريس.
كلمة الخريجين
بعد ذلك ألقيت كلمة الخريجين ألقاها نيابة عنهم عبد الله بن محمد، رحب فيها بسمو الأمير وسمو نائبه والحضور وقال: دعوني في محفلنا هذا البهيج بقصته، الراقي بوجودكم، المتألق بمشاعر المحبة منكم، الرائع بما يسوده من وفاء وعطاء.. دعوني أقص عليكم قصة الفارس..
هو فارس من بين الفوارس، منذ أعوام طوال لبس لأمته وامتطى صهوة جواده وصقل سيفيه، وحمل ترسه، من قبل أعوام طوال يضرب ويرمي ويتارس، ويدارس.
من قبل أعوام طوال هو الحارس، يحرس النهار من الليل ويحرس الماء من الحر، ويحرس نفسي من نفسي، ويحرس العلم من الجهل.
سافر راكبا همته نحو غايته، ضرب الأرض شرقاً وغرباً، وسافر بحراً وبراً وجواً، ناطح السحاب العالي، وغاص البحر ورأى اللآلي، وتسلق الهضاب العوالي.
درس الإِنسان وحياته، ودرس الحيوان وغاباته، رسم الخرائط والأفلاك، والكيمياء والفيزياء، والهندسة والرياضيات، وكل مبادئ العلوم.
هو في النهار فارس، وفي الليل يدارس، لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، يطلب العلا بهمة الرجال، لا يكل من التفاصيل، ولا يمل من السؤال، صبور ومثابر، ومطيع وشاكر.
ومن حوله جنود ولكنهم في الحقيقة قادة، من حوله قلب كبير لا ينام حتى ينام الفارس ولا يشبع حتى يشبع الفارس، ولا فرح إلا لفرحه، إن مرض الفارس مرض معه، وإن غاب غابت عن دنياها الابتسامة والسعادة، ولا يعودان حتى يعود، ومن حوله قلب آخر يعمل على تأديبه وتدريبه، يوفر له مأكله ومشربه وملبسه وعدته وعتاده، ويحميه إذا حمي الوطيس واشتد الأمر، يضحي من أجله، وهو لهما قرة العين.
يا أيها السادة، اليوم يترجل الفارس، فأنا الفارس، أنا الخريج.
ومضى في كلمته قائلاً: أنا اليوم أضع عن كاهلي أمانة كبرى بعد أعوام الكفاح من الصباح إلى الصباح، أنا اليوم أحتفي بكم وأنتم تحتفلون بي، أنا اليوم بينكم أعاهدكم أن أبقى فارساً في العمل كما كنت فارساً في العلم، أحرس أخلاق المهنة وقيم المجتمع ومبادئ الدين، أنا اليوم بينكم أتحول إلى فارس الإنتاج المتواصل والنهضة الشاملة.
أشكر قادتي الذين عاشوا معي كأنهم جنودي طوال حياتي الماضية، وأقول لهم أنا ابنكم البار الذي يعترف أنه لولا أنتم ما وقف هذا الموقف اليوم.
أشكر قيادتنا الرشيدة على ما بذلت وتبذل لأقف هذا الموقف اليوم مرفوع الرأس بالعلم والتعليم والتدريب.
أشكر جامعتي وأساتذتي وزملائي، وكل من أسدى إلي نصيحة.
ودام وطننا عزيزاً بالحق حقيقاً بالعزة.
بعد ذلك بدأت مسيرة الخريجين، تلا ذلك تكريم المتفوقين.