جاسر عبدالعزيز الجاسر
أخذت وسائل الاتصال والسوشيال ميديا في الانشغال بـ (لعبة جديدة) وأصفها باللعبة الجديدة لأن الذين يمارسونها لا عمل لهم سوى تتبع أسماء العوائل ومعرفة من توظف في تلك الإدارة أو تلك الوزارة، ويبدؤون في جمع الأسماء المتشابهة ومن ثم التشهير بأصحاب تلك الأسماء لأنهم تم توظيفهم في إدارة أو وزارة يعتقد من وضع الرسائل و(التويتات) على وسائل الاتصال (السوشيال ميديا) أنهم من أقاربه ومع أن تشابه الأسماء وارد وتكرار الألقاب في المجتمع السعودي أمر ملموس ومع هذا حتى وأن سلمنا بالأمر وجرى قبول وتوظيف مواطن سعودي يحمل مؤهلاً علمياً ومواصفات، وتنطبق عليه شروط الوظيفة التي اختير لها، فما المانع في ذلك وما هو الضرر الذي يسببه اختيار مواطن سعودي من نفس عائلة المسؤول الأول أو مدير الإدارة التي وظف فيها طالما أنه خضع لجميع الاختبارات والمقابلات ولم يحظ بأيّ ميزة تفضله عن غيره ممن دخلوا الاختبار أو المقابلة الشخصية.
ما تتضمنه رسائل وسائل الاتصال (السوشيال ميديا) عن قصص توظيف الأقارب تحمل الكثير من التجني والإساءة، وإذا حصلت حادثة أو أكثر فليس من العدل أن نعمم ذلك على الجميع ونعدها ظاهرة وهو ما أوجد (فوبيا) أخذت تصيب المسؤولين الصغار منهم والكبار، وأعرف شخصياً أن مسؤولاً كبيراً عرقل ترقية أحد أقاربه رغم استحقاقه لأن اسم العائلة واحد فقط ، مما دفع ذلك الشخص المستحق إلى طلب النقل إلى دائرة أخرى، ولما لم يتحقق طلبه قدم طلباً آخر وهذه المرة التقاعد المبكر لتفقد المؤسسة كفاءة مؤهلة ضحي بها من أجل تحصين المسؤول من شبهة غريبة.
جميل بل مطلوب ملاحقة الفاسدين وقطع الطريق على (الواسطة) ومنح الوظائف للأقربين، إلا أن أخذ الصالح بالطالح واعتبار كل من له علاقة بالوزير أو وكيل الوزارة أو المدير العام بأنه حصل على الوظيفة عن طريق الواسطة فهذا ظلم بين يحرم كثيراً من المؤهلين والمستحقين من الحصول على حقهم في الحصول على الوظيفة التي تناسب قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية، ولذلك على من يتصدى لهذا الأمر مسؤولية التيقن التام والتأكد مما يسطره من معلومات في الرسائل التي ينشرها على وسائل الاتصال، فكل (تويتة) ليست دقيقة مبنية فقط على الاشتراك في اسم العائلة أو وجود قرابة لا يعني أن الأمر يحمل شبهة الفساد، بل هناك اشتراطات أخرى منها مستوى الكفاءة والمستوى العلمي، وحاجة الوظيفة التي حصل عليها هذا الشخص دون الآخرين وكل ذلك تحدده المقابلات الشخصية والاختبارات التي تجرى للمتقدمين للوظيفة المحددة، بالإضافة إلى السيرة الذاتية للمرشح وما حصل عليه من شهادات دراسية علمية جامعية أو غيرها، وكل هذا بعيداً عن منح أو حصول المتقدم على ميزة تفضله عن الآخرين.
إذا تم كل ذلك يتم التوظيف بصورة عادلة وصحيحة لا تستوجب الإساءة لكبار المسؤولين لمجرد وجود أفراد من عائلتهم في الإدارة أو الوزارة التي يرأسها وكل من ينجرف في لعبة التشهير التي نتابعها على وسائل التواصل يعد أثماً وسيحاسب على ما يقترفه من جرم تجاه الآخرين، وإذا لم ينل العقاب في الدنيا فإنه حتماً ملاقيه في الآخرة.