سعد السعود
تابعنا نهاية الأسبوع المنصرم قرارات اتحاد الكرة في قضيتي العويس وعوض خميس.. وإن كانت القضية الأولى أوكلت لرجل الـ24 ساعة الدكتور المقرن ليفصل فيها ثم تحل لجنته.. في حين تولى كبر القضية الثانية اتحاد عزت بأعضائه.. فأصدر القرارات رغم أنه نظاماً غير مخول بذلك.. فإدارة العمليات ممثلة بالاحتراف هي صاحبة القرار وإلا فغرفة فض المنازعات.. عموماً وبعد شهور من اللت والعجن.. نجحت العملية ومات الجنين.. حيث صدر القرار لكن أغلب الجماهير تشعر بأن العدالة ماتت.. وذلك لأسباب كثيرة لعل إجابات التساؤلات التالية تفصح عنها:
- لماذا القرار في قضية العويس كان أشبه بـ«جزء من النص مفقود» فالقرار تضمن الرقم واحد ثم فقد الذاكرة ؟! ولا تسألوني عن ارتباك الاتحاد في إصدار البيان وما تضمنه من تواريخ مغلوطة.. فيبدو لي أن ما حذرت منه من ارتجاف المسؤول في الأسبوع الماضي هو ما كان.
- لماذا اجتمع الاتحاد إذا كان القرار عند مدير العمليات وأجلت تالياً القرارات.. ولماذا هرول طلال ال الشيخ للإعلام في هذا الوقت ليهاجم اللوائح ويبرئ ساحة اتحاده؟! هل ظهرت سوأة اللوائح فجأة؟! أما أنها محاولة ساذجة واستباق لصد ردة الفعل تجاه قراراتهم العنكبوتية النسيج.
- لماذا لم يعاقب الشباب إذا كانت اتهاماته التي أوردها ضد الأهلي باطلة؟! وإن صدق باتهاماته فلماذا نفذ الأهلي بجلده من مسطرة العدل؟! فلا يعقل أن كلا الطرفين ذو موقف سليم.. أو ربما أراد الاتحاد اتخاذ مبدأ: كل واحد يصلح سيارته!
- بما أنه أُبطل عقد العويس في السابق فكيف لم يعاقب مبرم العقد ..أما أن القضية سجلت ضد مجهول ؟! والمضحك أن اللاعب رد في التحقيق حول ذلك: بأنه وقع العقد ولم يتفاوض ولا يعرف اسم المراسل.. فهل يعقل ذلك؟!
- بما أن اللاعب رفض الإفصاح عن مصدر الأموال التي تلقاها لشراء الفيلا والسيارة الفاخرة ثم ذكر أنها من والده.. فلماذا لم يتم مخاطبة جهات الدولة المختلفة لتبيان حقيقة مصدرها؟ أما إن صحت الأنباء عن رفع الطلب لهيئة الرياضة فلماذا أوقف الطلب ووضع في أدراج الهيئة؟
- لماذا طلب اتحاد الكرة من طارق التويجري شرح حيثيات قراره قبل إصداره وهو من عمل على القضية لأكثر من شهرين؟! في حين بالمقابل ارتضى القبول بقرار المقرن وهو الذي لم يكمل في الاحتراف الـ24ساعة؟! منطقياً هل كان الوقت كاف له للاطلاع على كل الأوراق والمستندات والإفادات ومن ثم الاطمئنان للحكم؟!
- في قضية عوض خميس لماذا تمت المصادقة على صحة تجديد عقد اللاعب مع النصر ثم بعد ذلك تمت معاقبة اللاعب وناديه؟! فالمنطق ما بني على باطل فهو باطل.. فإما أن النصر واللاعب ارتكبا مخالفة وبالتالي فالعقد باطل.. وإلا فصحيح وبالتالي لا داع لمعاقبتهما وتحديداً النادي.
- لماذا تمت معاقبة الهلال بخصوص المبلغ المدفوع ؟! فإن كان السبب ارتفاعه عن الحد الأدنى لسقف الاحتراف فكل الأندية تفعلها بل وبعضها اعترف وعلى الهواء ولم يعاقبوا.. أما إن الحجة بذلك تقديم مبالغ غير قانونية .. فلماذا عوقب هنا المخطئ وسكت هناك في قضية العويس وتم التوقف عند رده «ما لكم شغل»؟!
- لماذا لم تتم معاقبة النصر حتى كتابة المقال في ارتكابه لمخالفة الحديث حول قضية منظورة وذلك في معرض رده على مقابلة المهندس طارق التويجري وما ذكره حول قضية خميس؟! على الرغم من وضوح اللوائح بذلك .. وهل خشي الاتحاد اصدار عقوبتين في وقت واحد على النصر؟!
- لماذا اُفسح المجال لطلال ال الشيخ للحديث عن القضايا المنظورة وبأي صفة يتحدث؟! بل أنه كان يصدر أحكاما بمداخلاته ويذكر قرائن بل وصل به الأمر لحث طرف على طرف للتصعيد كما حدث بحديثه عن إمكانية الأهلي في رفع دعوى على الشباب لعدم صحة ادعاءته حسب زعم الرئيس الشبابي السابق!!!
- لماذا حرص اتحاد الكرة على التعجيل بقراره في قضية العويس وهو الذي ذكر بعد اجتماعه أن القرار سيصدر بعد أسبوع؟! ولماذا المقرن تجرأ على النظر بالقضية وإصدار الحكم في حين تنحى عن قضية عوض .. فإما أن ينظر بكلتا القضيتين أو يعتذر .. فالمسؤول الذي يدخل عاطفته فيهرب عن البت بقضية تخص لون عشقه.. ليس أهلا لكي يحكم لبقية الألوان.. فعواطفه تسيره لا لوائحه!
- لماذا اختلف القرار الذي صدر في قضية العويس عن ما رفعه طارق التويجري وهذا بشهادة طارق نفسه في برنامج كورة.. كيف كيّفت اللوائح لقرار مخفف كهذا، ولماذا تم تجاهل ما استند عليه التويجري وهو من استعان بالعديد من الخبرات سواءً المحلية أو الأجنبية للاطمئنان لعدالة حكمه.
- أخيراً.. لماذا خاف اتحاد الكرة من التصادم مع الأندية الجماهيرية وإعلامها، وذلك في ثنايا حديث التويجري مع العجمة؟! وهل اتحاد ارتعشت أطرافه في أول قرار قادراً على المواصلة لنهاية المشوار؟! والأهم من هذا وذاك .. ترى ماذا لو لم تكن القضايا تلك لعلية القوم كروياً: هل كان سيصاب بأم الركب كما حدث ؟!
آخر سطر
بعد استماعي للعديد من مداخلات الأستاذ طلال ال الشيخ في البرامج المختلفة وما تضمنته من حشو في الكلام وخواء بالمضمون وفراغ من المنطق.. أيقنت عندها لماذا كان هو عنوان الفشل سواءً عندما عمل في الشباب أو حتى في الفئات السنية للمنتخبات.. المصيبة أن الأستاذ طلال مع الاحترام لشخصه هو من أوكلت له مهمة إدارة تطوير الكرة في اتحاد القدم .. فأي تطوير ننشده وفاقد الشيء لا يعطيه؟!