حينما فكرت أن أكتب عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لم يكن همي إلا تسجيل بعض الملمح عن شخصية ظللت معجبا بها ومتابع لنهجها، لكن كانت العثرة التي كنت أخشاها وأنا بصدد تناول جوانب يسيرة من هذه الشخصية المتفردة في من أين أبدأ وكيف..؟ فخالد الفيصل شخص في شخوص وفكر في أفكار وإرادة من فولاذ وإدارة قوامها العلم والابتكار وفلسفة عنوانها البذل والانتماء والعطاء والبناء ولمسة إبداع في اللوحة والتشكيل وسرد حكاوي في القوافي والترميز ففي (خالد الفيصل) مشقة وعناء لمن يحاول التجسيد.
قامة من ذاك الأسد حيث ترعرع وتربى في بيت والده الملك فيصل الذي تعلم من والده المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمهما الله- الكثير من التجارب العملية والإنسانية التي يضيق المجال لسردها. من هذا المنطلق كان لابد أن ينهل الأبناء من الصفات المتوارثة في مقدمتها القيادة النزيهة والحكمة وخالد الفيصل كان من بين أبناء الملك فيصل الذين ساروا على أدبياته وثقافته وسياسته ودبلوماسيته العميقة.
خالد الفيصل النجم الثاقب في تسييرحركة نهضة البلاد كان وظل مخططا للمستقبل الزاهر التي شهدته ومازالت تشهده البلاد حريصا على تنمية أقدس المناطق بإيقاع سموه المعهود سرعة الإنجاز واتخاذ القرار.
سجل ناصع حافل بالأنواط والأوسمة في جبين الوطن منذ أن كان أميرا للشباب والرياضة ثم أميراً لمنطقة عسير وأخيراً أميراً لمنطقة مكة المكرمة التي وضعها في حدقة عينه متابعاً وساهراً على ما يجري في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من توسعة وتطور عمراني وخدمي من أجل راحة ضيوف الرحمن.
وفي مجال هوية الصناعة الوطنية فقد ظل خالد الفيصل العمود الفقري والسند الأمين -بعد الله عز وجل- الذي يتكئ عليه الميزان الصناعي بعد أن وقف سموه بقوة في دفع المنتج القومي والاستثمار ليصبح شعار (صنع في السعودية) أمرا واقعا لا أمنية تداعب الخيال.
أما في الأدب والإبداع فـ(خالد الفيصل) حديث الروح في الزمان والمكان يجف المداد أمام رقي الكلم وتتوقف العبارة خلف مشافهة اللسان ظل ضليعا في أدبه ورسمه وشعره تلاقت في نثره الأفكار وصفت مع حروفه وتيرة الحياة.
فاصلة: خالد الفيصل فرشاة انبهار وسحر بيان.
وقفة: من كلماته: دستوري القرآن قانون ونظام.