د.عبدالعزيز العمر
كثير من الجهود التعليمية التي تبذلها سلطتنا التعليمية يتم توجيهها بهدف إغلاق فجوات مقلقة في تعليمنا. دعوني أستعرض معكم بعض الفجوات في نظامنا التعليمي، فهناك مثلاً الفجوة بين ما يمتلكه خريج تعليمنا من مهارات (من جهة) وما يتطلبه سوق العمل في الخريج من مهارات بعينها (من جهة أخرى). ولاشك أن واقعنا يشير إلى ضعف المواءمة بين متطلبات سوق العمل وبرامج الجامعات. وهناك أيضاً الفجوة الكبيرة بين مستوى أداء خريج التعليم العام ومتطلبات الدخول في الجامعة، ولقد ترتب على هذه الفجوة تسرب أعداد كبيرة من طلاب الجامعات، ومن أجل غلق هذه الفجوة ظهرت فكرة السنة التحضيرية. وهناك أيضاً الفجوة بين تنظير وأفكار التربويين الطوبائية (من جهة) والواقع اليومي الذي تعيشه مدارسنا، وهذا أدى إلى فشل بعض برامجنا التعليمية. وهناك كذلك أيضاً الفجوة بين ما يصرح به مسؤولو التعليم ويفكرون به بصوت عالٍ (من جهة) وواقعنا التعليمي المرير (من جهة أخرى)، فقبل عدة سنوات صرح نائب وزير التعليم بأن الوزارة سوف تتخلص من المدارس المستأجرة بحلول عام 1431 ، ولم يتحقق شيء. كما أن هناك فجوة بين طموحاتنا التعليمية (من جهة) وإمكاناتنا التعليمية (من جهة أخرى)، هنا تجد مخططي تعليمنا يضعون لتعليمنا أهدافاً متقدمة مجاراة لدول متطورة، وهي أهداف صعبة التحقق في ضوء حقائق واقعنا التعليمي. وأخيراً هناك فجوة عريضة بين ما نعلِّمه لطلابنا من قيم وسلوكيات (من جهة) وما يمارسونه فعلاُ على أرض الواقع (من جهة أخرى)، فتعليمنا لطلابنا لا يظهر أثره على سلوكيات وممارسات طلابنا اليومية.