في الثالث والعشرين من رجب 1438هـ الموافق للعشرين من أبريل 2017م أعلن الهلال رسمياً بأنه بطلاً لدوري جميل للمحترفين للمرة الرابعة عشرة في تاريخه إثر فوزه على فريق الشباب بهدفين مقابل هدف، برأيي الشخصي المتواضع باتت كلمة الهلال مرادفة للبطولات فعندما يُقال الهلال تستحضر مباشرة البطولات وحينما يُشار للبطولات لا يخطر ببالك سوى الهلال وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة تثبتها لغة الأرقام على امتداد تاريخ الهلال الذهبي العريق.
ألم تروا كيف كان الجميع في الوسط الرياضي يحسب عدد السنوات التي غاب فيها الزعيم الملكي عن بطولة الدوري؟! رغم أنها بحساب الدوريات العالمية تعد مدة قصيرة؛ فما هي الخمس السنوات بدون بطولة الدوري عند من غاب عنها ثلاثة عقود أو عقدين من الزمان؟! لكن لأنه الهلال الكل يحسب عدد سنوات بطولاته، أليست هذه شهادة بشكل مباشر أو غير مباشر بأن البطل الحقيقي يُفتقد في المحافل الكبيرة إذا غاب عنها حتى وإن كانت مدة الغياب قصيرة؟! هنيئاً للهلاليين بهلالهم الذي كلما تقادم عمره ازداد جمالاً وبهاء وأرقاما قياسية وبطولات.
إن العمل الذي قام به صاحب السمو الأمير نواف بن سعد رئيس مجلس إدارة نادي الهلال يستحق الشكر والتقدير والاحترام من قبل المدرج الهلالي الكبير وقد أشرتُ في مقالات سابقة إلى أن الأمير نواف الرجل الزاهد في الظهور الإعلامي أسّس منهجاً جديداً في كيفية تعامل رؤساء الأندية مع الإعلام بشتى أنواعه، فغالبية رؤساء الأندية عندما يُقدمون على ترؤس أنديتهم يكون من ضمن أجندتهم المكاسب الإعلامية بالظهور الدائم في البرامج الرياضية واستغلال انتشارها قدر الإمكان، هذا يحصل لدى رؤساء الأندية العادية فما بالك بناد كالهلال ملك الزخم الإعلامي ومطمع كل برنامج وكل وسيلة إعلامية ورغم ذلك لم يستجب سموه للإغراءات وينساق وراء الظهور المتكرر في كل مناسبة وهذه الجزئية بكل صدق وأمانة تعد في الوقت الراهن شيئاً لا يستطيع فعله وإمساك زمام النفس وحظوظها سوى الكبار وبلا شك أن الكبير نواف بن سعد أحدهم.
لقد كان لدى الأمير نواف همّاً كبيراً ومسؤولية عظمى أسمى من مجرد إشباع رغبة ذاتية في تكرار الظهور عبر الشاشات وأعمدة الصحف، كان وجه السعد يحمل على عاتقه إسعاد نصف سكان المملكة (مشجعي الهلال) ناهيك عن الألوف المؤلفة في الخليج والعالم العربي بتحقيق البطولات وكان له ما أراد، عادت بطولة الدوري البطولة المفضّلة للهلال إلى مكانها الطبيعي وتأهل الفريق رسمياً قبل أيام للدور ثمن نهائي أبطال آسيا وقبلهما حجزت الفرقة الزرقاء مقعداً لها في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين كل ذلك لم يأتِ من فراغ، بل بعزائم الرجال وسهر الليالي والعمل بصمت دون ضجة أو جلبة .
ألف مبروك للهلال والهلاليين بطولة دوري جميل هذا الموسم وتحية لكل من ساهم في تحقيق هذا المنجز من لاعبين وجهاز فني وإداري، وتحية من القلب لجمهور الهلال الوفي الذي لم يتأخر يوماً عن أداء واجبه تجاه فريقه في كل الميادين وعلى درب الذهب دوماً نلتقي.
- محمد بن سالم السالم