أيْنَ دَرْبي أمْ أنا فيهِ ولكِنْ
تتَوارى عَنْ كَوابيس المعاطِنْ
بَقِيَتْ آثارها أطْياف أُنْسٍ
عَنْ مَباديهِ مَلاهٍ ومَفاتِنْ
هُوَ دَرْبي أبْعَدَتْهُ ضَيَّعَتْهُ
يا وَفائي صارَ ما صاحَبْتَ خائنْ
هُوَ دَرْبي وأنا مُذْ كُنْتُ وافٍ
أنْتَ أقْوى مِنْهُ سِرْ فَوقَ الكَمائنْ
سِرْ فُؤادي لا تُهادِنْ كُلّ شيءٍ
مَنْ عَليهِ إنَّما النّاسُ مَعادِنْ
كُلّ دَرْبٍ مِثْل هذا الدَّرْبِ يُغْري
تتَعَرّى مِنْ قَوانينِ المدائنْ
جاذِباتي في شَواطيهِ غَوانٍ
عَبَثَتْ فيها نُيوبٌ وبَراثِنْ
أيّ طَرْفٍ أيّ ثَغْرٍ أيّ خِصْرٍ
خادِع أسْوَد مِنْ قارِ الضّغائنْ
مَرْمَر أقْسى مِنَ القاسي بياض
مِنْ أمانٍ بَيْنَ هاتيكَ المَحاضِنْ
والهَوى يَعْصفُ والماضي رَميمٌ
بَيْنَ أشْياءَ تُحابي وتُداهِنْ
سِرْ فؤادي فَوْقَ هذا الموتِ حيّاً
مَوْطِناً فيهِ ملاذٌ للمُواطِنْ
عابِراً أزْمانَها حتّى تُلاقي
لا أعي هلْ رَحَلَتْ عَنْهُ المساكِنْ
- شعر/ عبدالرحمن الخميس