محمد جبر الحربي
1.
ما هذهِ الغِرْبَانُ تنقرُ مُهجتِي
حتَّى تقاطرَ مِنْ دمايَ التُّوتُ..؟!
وأنا الذي يحيا..
وأعودُ كالعنقاءِ كيْ أحيا
وتعودُ تنمو في النَّواحي
حولَ قلبي أذْرُعٌ
أوْ أفْرُعٌ،
وتعودُ تُشرِقُ في عيوني
أسْطُحٌ وبيوتُ.
تلكَ الفراشةُ بنتُ ضوئي كالسَّنَا،
وأنا الزُّمرُّدُ
توْقُ مَرْجانٍ دنَا،
وهيَ التي في نبعِها
وبطبعِها الياقوتُ.
2.
يا مَنْ تطرقُ بابي
أزعجتَ الجيرانَ فما بِكْ..؟!
قالَ أنا الوطنُ.
فقلتُ ادخلْ،
بابي مفتوحٌ لا يُغلَقُ أبداً.
اشرَبْ قهوتَكَ وهذا الماءُ،
استرجعْ أنفاسكَ ثمَّ تحدثْ واطلبْ.
قالَ الأبناءُ اقتتلوا، قتلوني
انظرْ ها جسدي مُزِّقَ.
قلتُ أولئكَ ليسوا أبناءَكَ،
سوفَ يموتونَ كما ماتَ الخونةُ والعملاءُ.
أؤلئكَ ليسوا مِنْ أهلِكَ، لا أهلَ لهُمْ،
فابتسِمِ الآن وكلْ مِنْ تمْرٍ مِنْ نخلِ اللهِ تعافَى
وانتظرِ السَّاعةَ يا قلبي.
ها همْ قربَ البيتِ،
اصْبِرْ مثلي..
مهما غارَ الجُرْحُ
سيلتئِمُ القلبُ بأحبِابِكْ.
3.
الحبُّ ليسَ أنْ تقولَ كمْ أحبُّكْ
الحُبُّ أنْ تُحبَّها كمَا تُحِبُّكْ..!
4.
يا للكفِّ..
ويا للَّحظةِ لا يمْحُوها مِنْ ذاكرةِ الشِّعرِ زَمَنْ.
تأخذُ مِنْ قلبِ اللَّوْنِ التفَاحةَ،
تأكلُها.
أسْأَلُ: مَنْ يأكلُ مَنْ..؟!
هذا سرُّ الكوْنِ،
وسرُّ اللَّوْنِ،
وسرُّ الفَنْ.
5.
كنتُ صحوتُ الفجرَ
ورتَّبتُ الفوضَى.
أسقيتُ الزرعَ،
وأطعمتُ الطَّيرَ،
ذكرتُ الحاضِرَ،
والغائبَ بالخيرِ
وأرسلتُ وروداً مِنْ دعواتي للمَرْضَى.
سبحانَ الرَّبْ،
أعطانا الحُبْ،
علَّمَنا أنْ نُرضِيَ كيْ نَرضَى.
6.
مَنْ قالَ بأنَّ الشَّجرَ الواقفَ لا يمشِيْ..؟
الصَّبْرَ..
فلا يُدرِكُ مِشيَتَهُ
إلا منْ أعطاهُ اللهُ العلمَ ولا يُفْشِيْ.
هذي الشَّجَرَةُ تأتي،
أفرشُ بيتينِ مِنَ الشِّعرِ لهَا،
ويُضِيءُ بشمسِ العينيْنِ بها بيْتِي.
هذي القادمةُ مَعَ النِّسْمَةِ بِنْتِي.
أعطيها نبضَ القلبِ،
ونهرَ الحُبِّ،
ليحميها في رِفْقٍ
إنْ دارَ نعاسُ الأمْنِ بها رِمْشِي.